Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 24-24)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال البخاري : { ٱسْتَجِيبُواْ } أجيبوا { لِمَا يُحْيِيكُمْ } لما يصلحكم ، عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال : " كنت أصلي فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم فدعاني ، فلم آته حتى صليت ، ثم أتيته فقال : " ما منعك أن تأتيني ؟ ألم يقل الله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ } ، ثم قال : لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج " ، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرج فذكرت له . فقال : { ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } هي السبع المثاني " وقال مجاهد { لِمَا يُحْيِيكُمْ } قال : للحق ، وقال قتادة { لِمَا يُحْيِيكُمْ } هو هذا القرآن فيه النجاة والبقاء والحياة ؛ وقال السدي : { لِمَا يُحْيِيكُمْ } ففي الإسلام إحياؤهم بعد موتهم بالكفر ، وقوله تعالى : { وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } ، قال ابن عباس : يحول بين المؤمن وبين الكفر ، وبين الكافر وبين الإيمان ؛ وقال السدي : لا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر إلا بإذنه ، وقد وردت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يناسب هذه الآية ؛ قال الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " قال : فقلنا يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا ؟ قال : " نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله تعالى يقلبها " " . ( حديث آخر ) : قال الإمام أحمد عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمٰن رب العالمين إذا شاء أن يقيمه أقامه ، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه " ، وكان يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " قال : " والميزان بيد الرحمٰن يخفضه ويرفعه " ( حديث آخر ) : قال الإمام أحمد عن أم سلمة أن رسول صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه يقول : " " اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " قالت ، فقلت : يا رسول الله أو إن القلوب لتقلب ؟ قال : " نعم ما خلق الله من بشر من بني آدم إلا أن قلبه بين أصبعين من أصابع الله عزَّ وجلَّ ، فإن شاء أقامه ، وإن شاء أزاغه ، فنسأل الله ربنا أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ، ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب " قالت : فقلت : يا رسول الله ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي ؟ قال : " بلى ، قولي اللهم رب النبي محمد اغفر لي ذنبي ، وأذهب غيظ قلبي ، وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتني " " .