Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 87, Ayat: 1-13)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

عن ابن عباس : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ : { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } قال : ( سبحان ربي الأعلى ) " وقوله تعالى : { ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ } أي خلق الخليقة وسوّى كل مخلوق في أحسن الهيئات ، وقوله تعالى : { وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ } . قال مجاهد : هدى الإنسان للشقاوة والسعادة . وهدى الأنعام لمراتعها ، وهذه الآية كقوله تعالى : { قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِيۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ } [ طه : 50 ] أي قدّر قدراً وهدى الخلائق إليه ، كما ثبت في " صحيح مسلم " : " إن الله قدَّر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء " وقوله تعالى : { وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ } أي من جميع صنوف النباتات والزروع ، { فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَىٰ } قال ابن عباس : هشيماً متغيراً ، وقوله تعالى : { سَنُقْرِئُكَ } أي يا محمد { فَلاَ تَنسَىٰ } وهذا إخبار من الله تعالى ووعد منه له ، بأنه سيقرئه قراءة لا ينساها { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } وهذا اختيار ابن جرير ، وقال ابن قتادة : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينسى شيئاً إلاّ ما شاء الله " ، وقوله تعالى : { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ } أي يعلم ما يجهر به العباد ، وما يخفونه من أقوالهم وأفعالهم ، لا يخفى عليه منه ذلك شيء ، وقوله تعالى : { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } أي نسهل عليك أفعال الخير ، ونشرع لك شرعاً سهلاً سمحاً ، لا اعوجاج فيه ولا حرج ولا عسر ، وقوله تعالى : { فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ } أي ذكّر حيث تنفع التذكرة ، ومن هٰهنا يؤخذ الأدب في نشر العلم فلا يضعه عند غير أهله ، كما قال علي رضي الله عنه : ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلاّ كان فتنة لبعضهم . وقال : حدثوا الناس بما يعرفون ، أتحبون أن يكذّب الله ورسوله ؟ وقوله تعالى : { سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ } أي سيتعظ بما تبلغه يا محمد من قلبه يخشى الله ويعلم أنه ملاقيه ، { وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلأَشْقَى * ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ * ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا } أي لا يموت فيستريح ، ولا يحيى حياة تنفعه بل هي مضرة عليه ، لأن بسببها يشعر ما يعاقب به من أليم العذاب وأنواع النكال ، عن أبي سعيد الخدري قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن أناس تصبيهم النار بذنوبهم - أو قال بخطاياهم - فيميتهم إماتة حتى إذا ما صاروا فحماً أذن في الشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر ، فبثوا على أنهار الجنة فيقال : يا أهل الجنة أفيضوا عليهم ، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل " { وَنَادَوْاْ يٰمَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ } [ الزخرف : 77 ] ، وقال تعالى : { لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا } [ فاطر : 36 ] إلى غير ذلك من الآيات في هذا المعنى .