Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 88, Ayat: 8-16)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ذكر حال الأشقياء ثَنى بذكر السعداء فقال : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ } أي يوم القيامة ، { نَّاعِمَةٌ } أي يعرف النعيم فيها ، وإنما حصل لها ذلك بسعيها ، { لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ } قد رضيت عملها ، وقوله تعالى : { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } أي رفيعة بهية في الغرفات آمنون ، { لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً } أي لا تسمع في الجنة التي هم فيها كلمة لغو ، كما قال تعالى : { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً } [ الواقعة : 25 ] ، وقال تعالى : { لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } [ الطور : 23 ] ، { فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ } أي سارحة وليس المراد بها عيناً واحدة وإنما هذا جنس يعني فيها عيون جاريات ، وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنهار الجنة تفجر من تحت تلال - أو من تحت جبال - المسك " ، { فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ } أي عالية ناعمة ، كثيرة الفرش مرتفعة السمك عليها الحور العين ، فإذا أراد ولي الله أن يجلس على تلك السرر العالية تواضعت له ، { وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ } يعني أواني الشرب معدة مرصدة لمن أرادها ، { وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ } قال ابن عباس : النمارق الوسائد ، وقوله تعالى : { وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } قال ابن عباس : الزرابي البسط ، ومعنى مبثوثة : أي هٰهنا وهٰهنا لمن أراد الجلوس عليها ، عن أُسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " ألا هل من مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها ، هي ورب الكعبة نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد ، وثمرة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة ، وحلل كثيرة ، ومقام في أبد في دار سليمة ، وفاكهة وخضرة ، وحبرة ونعمة ، في محلة عالية بهية " ! ، قالوا : نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها ، قال : " قولوا : إن شاء الله " قال القوم إن شاء الله " .