Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 30-31)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذا إغراء من الله تعالى للمؤمنين على قتال الكفار من ( اليهود والنصارى ) لمقالتهم هذه المقالة الشنيعة والفرية على الله تعالى ، فأما اليهود فقالوا في العزيز إنه ابن الله ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، وأما ضلال النصارى في المسيح فظاهر ، ولهذا كذب الله سبحانه الطائفتين ، فقال : { ذٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ } أي لا مستند لهم فيما ادعوه سوى افترائهم واختلافهم ، { يُضَاهِئُونَ } أي يشابهون { قَوْلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ } أي من قبلهم من الأمم ضلوا كما ضل هؤلاء { قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ } قال ابن عباس : لعنهم الله { أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } ؟ أي كيف يضلون عن الحق وهو ظاهر ويعدلون إلى الباطل ؟ وقوله : { ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ } ، روى الإمام أحمد والترمذي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه : " أنه لما بلغته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فر إلى الشام ، وكان قد تنصر في الجاهلية ، فأسرت أخته وجماعة من قومه ، ثم مَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أخته وأعطاها ، فرجعت إلى أخيها فرغبته في الإسلام وفي القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقدم عدي إلى المدينة ، وكان رئيساً في قومه طيئ وأبو حاتم الطائي المشهور بالكرم ، فتحدث الناس بقدومه ، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنق عدي صليب من فضة ، وهو يقرأ هذه الآية : { ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ } قال فقلت : إنهم لم يعبدوهم فقال : " بلى إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عدي ما تقول ؟ أيضرك أن يقال الله أكبر ؟ فهل تعلم شيئاً أكبر من الله ؟ أيضرك أن يقال : لا إله إلا الله ، فهل تعلم إلهاً غير الله " ؟ ثم دعاه إلى الإسلام ، فأسلم وشهد شهادة الحق ، قال : فلقد رأيت وجهه استبشر ، ثم قال " إن اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون " وهكذا قال حذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وغيرهما في تفسير : { ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ } إنهم اتبعوهم فيما حللوا وحرموا ، ولهذا قال تعالى : { وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُوۤاْ إِلَـٰهاً وَاحِداً } أي الذي ما شرعه اتبع ، وما حكم به نفذ { لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي تعالى وتقدس وتنزه عن الشركاء والنظراء والأعوان والأضداد والأولاد لا إله إلا هو ولا رب سواه .