Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 100, Ayat: 6-11)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } هذا جواب القسم والكنود الكفور للنعمة فالتقدير : إن الإنسان لنعمة ربه لكفور ، والإنسان جنس ، وقيل : الكنود العاصي ، وقال بعض الصوفية : الكنود هو الذي يعبد الله على عوض { وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } الضمير للإنسان أي هو شاهد على نفسه بكنوده ، وقيل : هو لله تعالى على معنى التهديد : والأول أرجح لأن الضمير الذي بعده الإنسان بإتفاق ، فيجري الكلام على نسق واحد { وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } الخير هنا المال ، كقوله : { إِن تَرَكَ خَيْراً } [ البقرة : 180 ] والمعنى أن الإنسان شديد الحب للمال ، فهو ذم لحبه والحرص عليه ، وقيل : الشديد : البخيل ، والمعنى على هذا أنه بخيل من أجل حب المال ، والأول أظهر ، { إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي ٱلْقُبُورِ } أي بحث عند ذلك عبارة عن البعث { وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ } أي جمع ما في الصحف وأظهر محصلاً أو ميز خيره من شره { إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ } الضمير في ربهم وبهم يعود على الإنسان ، لأنه يراد به الجنس وفي هذه الجملة وجهان : أحدهما أن هذه الجملة معمول " أفلا يعلم " فكان الأصل أن تفتح إن ، ولكنها كسرت من أجل اللام التي في خبرها ، الثاني : أن تكون هذه الجملة مستأنفة ويكون معمول " أفلا يعلم " محذوفاً ويكون الفاعل ضميراً يعود على الإنسان والتقدير : أفلا يعلم الإنسان حاله وما يكون منه إذا بعثر ما في القبور ؟ وهذا هو الذي قاله ابن عطية : ويحتمل عندي أن يكون فاعل " أفلا يعلم " ضميراً يعود على الله ، والمفعول محذوف والتقدير : أفلا يعلم الله أعمال الإنسان إذا بعثر ما في القبور ، ثم استأنف قوله : { إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ } على وجه التأكيد ، أو البيان للمعنى المتقدم ، والعامل في إذا بعثر على هذا الوجه هو : أفلا يعلم ، والعمل فيه على مقتضى قول ابن عطية هو المفعول المحذوف ، وإذا هنا ظرفية بمعنى حين ووقت وليست بشرطية ، والعامل في يومئذ خبير ، وإنما خص ذلك بيوم القيامة لأنه يوم الجزاء بقصد التهديد ، مع أن الله خبير على الإطلاق .