Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 101, Ayat: 1-5)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلْقَارِعَةُ } من أسماء القيامة لأنها تقرع القلوب بهولها ، وقيل : هي النفخة في الصور لأنها تقرع الأسماع { مَا ٱلْقَارِعَةُ } مبتدأ وخبر في موضع خبر القارعة ، والمراد به تعظيم شأنها ، كذلك { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ } { يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ } العامل في الظرف محذوف دل عليه القارعة تقديره ، تقرع في يوم ، والفراش هو الطير الصغير الذي يشبه البعوض ، ويدور حول المصباح . والمبثوث هو المنتشر المفترق . شبّه الله الخلق يوم القيامة به في كثرتهم وانتشارهم وذلتهم ، ويحتمل أنه شبههم به لتساقطهم في جهنم . كما يتساقط الفراش في المصباح . قال بعض العلماء : الناس في أول قيامهم من القبور كالفراش المبثوث ، لأنهم يجيئون ويذهبون على غير نظام ، ثم يدعوهم الداعي فيتوجهون إلى ناحية المحشر ؛ فيكونون حينئذ كالجراد المنتشر . لأن الجراد يقصد إلى جهة واحدة ، وقيل : الفراش هنا الجراد الصغير وهو ضعيف { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ } العهن هو الصوف ، وقيل : الصوف الأحمر وقيل : الصوف الملون ألواناً ، شبّه الله الجبال يوم القيامة به ، لأنها تنسف فتصير لينة ، وعلى القول بأنه الملون يكون التشبيه أيضاً من طريق اختلاف ألوان الجبال ؛ لأن منها بيضاء وحمراء وسوداء .