Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 102, Ayat: 1-3)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ } هذا خبر يراد به الوعظ والتوبيخ ، ومعنى ألهاكم شغلكم والتكاثر المباهاة بكثرة المال والأولاد ، وأن يقول هؤلاء : نحن أكثر ويقول هؤلاء : نحن أكثر ، ولما قرأها النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقول ابن آدم مالي مالي وليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت " { حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ } فيه ثلاثة أقوال : أحدهما : أن معناه حتى متم فأراد بزيارة المقابر الدفن فيها . الثاني أن معناه حتى ذكرتم الموتى الذين في المقابر ، فعبّر بزيارتها عن التفاخر بمن فيها ؛ لأن بعض العرب تفاخر بآبائها الموتى . فالمعنى { أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ } حتى بلغتم فيه إلى ذكر الموتى . الثالث : أن معناها زيارة المقابر حقيقة لتعظيم أهلها والتفاخر بهم فيقال : هذا قبر فلان ليشهر ذكره ويعظم قدره { كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } زجر وتهديد ، ثم كرره للتأكد وعطفه بثم إشارة إلى أن الثاني أعظم من الأول ، وقيل : الأول تهديد للكفار والثاني : تهديد للمؤمنين وحذف معمول تعلمون وتقديره ما يحل بكم ، أو تعلمون أن القرآن حق ، أو تعلمون أنكم كنتم على خطأ في اشتغالكم بالدنيا ، وإنما حذفه لقصد التهويل فيقدر السامع أعظم ما يخطر بباله .