Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 102, Ayat: 5-8)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ } جواب لو محذوف تقديره لو تعلمون لازدجرتم واستعددتم للآخرة ، فينبغي الوقف على اليقين ، ومعمول لو تعلمون محذوف أيضاً ، وعلم اليقين مصدر ، ومعنى علم اليقين : العلم الذي لا يشك فيه . قال بعضهم : هو من إضافة الشيء إلى نفسه كقولك : دار الآخرة وقال الزمخشري : معناه علم الأمور التي تتيقنونها بالمشاهدة { لَتَرَوُنَّ ٱلْجَحِيمَ } هذا جواب قسم محذوف ، وهو تفسير لمفعول لو تعلمون تقديره : لو تعلمون عاقبة أمركم ثم فسرها بأنها رؤية الجحيم ، والتفسير بعد الإبهام يدل على التهويل والتعظيم . والخطاب لجميع الناس فهو كقوله : { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا } [ مريم : 71 ] وقيل : للكفار خاصة ، فالرؤية على هذا يراد بها الدخول فيها { ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ ٱلْيَقِينِ } هذا تأكيد للرؤية المتقدمة وعطفه بثم للتهويل والتفخيم ، والعين هنا من قولك : عين الشيء نفسه وذاته ، أي لترونها الرؤية التي هي نفس اليقين { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ } هذا إخبار بالسؤال في الآخرة عن نعيم الدنيا ، فقيل : النعيم الأمن والصحة ، وقيل : الطعام والشراب ، وهذه أمثلة ، والصواب العموم في كل ما يتلذذ به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بيت يُكنّك وخرقه تواريك وكسرة تشدّ قلبك وما سوى ذلك فهو نعيم ، وقال صلى الله عليه وسلم كل نعيم فمسؤول عنه إلا نعيم في سبيل الله ، " وأكل صلى الله عليه وسلم يوماً مع أصحابه رطباً وشربوا عليه ماء ، فقال لهم : هذا من النعيم الذي تسألون عنه " .