Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 56-56)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَكَذٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلأَرْضِ } الإشارة بذلك إلى ما تقدم من جميل صنع الله به ، ورُوي أن الملك ولاه في موضع العزيز ، وأسند إليه جميع الأمور حتى تغلب على أمره وأنه باع من أهل مصر في أعوام القحط الطعام بالدنانير والدراهم في السنة الأولى حتى لم يبق لهم شيء منها ، ثم بالحلي ، ثم بالدواب ثم بالضياع والعقار ثم برقابهم حتى تملكهم جميعاً ثم أعتقهم وردّ عليهم أملاكهم { نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَشَآءُ } الرحمة هنا يراد بها الدنيا وكذلك الأجر في قوله : ولا نضيع أجر المحسنين بدليل قوله بعد ذلك : ولأجر الآخرة خير ، فأخبر تعالى أن رحمته في الدنيا يصيب بها من يشاء من مؤمن وكافر ومطيع وعاص ، وأن المحسن لا بدّ له من أجره في الدنيا ، فالأول : في المشيئة ، والثاني : واقع لا محالة ، ثم أخبر أن أجر الآخرة خير من ذلك كله : للذين آمنوا ، وكانوا يتقون ، وفي الآية إشارة إلى أن يوسف عليه السلام جمع الله له بين خيري الدنيا والآخرة .