Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 73-76)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي ٱلأَرْضِ } أي استشهدوا بعلمهم لما ظهر لهم من ديانتهم في دخولهم أرضهم ؛ حتى كانوا يجعلون الأكِمّة في أفواه إبلهم لئلا تنال زروع الناس { قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَٰذِبِينَ } أي قال فتيان يوسف : ما جزاء آخذ الصواع إن كنتم كاذبين في قولكم : وما كنا سارقين ، فالضمير في قوله جزاؤه يعود على الأخذ المفهوم من الكلام { قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ } المعنى أن إخوة يوسف أفتو فيما سئلوا عنه فقالوا : جزاء السارق أن يستعبد ، ويؤخذ في السرقة ، وأما الإعراب فيحتمل وجهين : الأول : أن يكون جزاؤه الأول مبتدأ ومن مبتدأ ثان وهي شرطية أو موصولة ، وخبرها فهو جزاؤه ، والجملة خبر جزاؤه الأول ، والوجه الثاني : أن يكون من خبر المبتدأ الأول على حذف مضاف ، وتقديره جزاؤه أخذ من وجد في رحله وتم الكلام . ثم قال فهو جزاؤه أي هذا الحكم جزاؤه { وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ } [ الأعراف : 41 ] من كلام إخوة يوسف أي هذا حكمنا في السارق ، وقد كان هذا الحكم في أول الإسلام ، ثم نسخ بقطع الأيدي { فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ } هذا تمكين للحيلة ورفع للتهمة { ثُمَّ ٱسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِ } ليصح له بذلك إمساكه معه ، وإنما أنث الصواع في هذا الموضع لأنه سقاية ، أو لأن الصواع يذكر ويؤنث . { كَذٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ } أي صنعنا له هذا الصنع { مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ ٱلْمَلِكِ } أي في شرعه أو عادته ، لأنه إنما كان جزاء السارق عنده أن يضرب ويضاعف عليه الغرم ، ولكن حكم في هذه القضية آل يعقوب { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَآءُ } يعني الرفعة بالعلم بدليل ما بعده { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } أي فوق كل عالم من هو أعلم منه من البشر ، أو الله عز وجل .