Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 78-83)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً } استعطافاً وكانوا قد أعلموه بشدّة محبة أبيه فيه { فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ } على وجه الضمان والاسترهان ، والانقياد ، وهذا هو الأظهر لقوله : معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده { مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } أي أحسنت إلينا فيما فعلت معنا من قبل أو على الإطلاق { ٱسْتَيْأَسُواْ } أي يئسوا { خَلَصُواْ نَجِيّاً } أي انفردوا عن غيرهم يناجي بعضهم بعضاً ، والنجي يكون بمعنى المناجي أو مصدراً { قَالَ كَبِيرُهُمْ } قيل : كبيرهم في السن وهو روبيل ، وقيل كبيرهم في الرأي وهو : شمعون ، وقيل : يهوذا { وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ } تحتمل " ما " وجوها : الأول : أن تكون زائدة ، والثاني : أن تكون مصدرية ومحلها الرفع بالابتداء تقديره وقع من قبل تفريطكم في يوسف ، والثالث : أن تكون موصولة ومحلها أيضاً الرفع كذلك ، والأول أظهر { فَلَنْ أَبْرَحَ ٱلأَرْضَ } يريد الموضع الذي وقعت فيه القصة { ٱرْجِعُوۤاْ إِلَىٰ أَبِيكُمْ } من قول كبيرهم ، وقيل : من قول يوسف وهو بعيد { إِنَّ ٱبْنَكَ سَرَقَ } قرأ الجمهور بفتح الراء والسين ، وروي عن الكسائي سرق بضم السين وكسر وتشديد الراء أي نسبت له السرقة { وَمَا شَهِدْنَآ إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا } أي قولنا لك إن ابنك : إنما هو شهادة بما علمنا من ظاهر ما جرى { وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ } أي لا نعلم الغيب هل ذلك حق في نفس الأمر ، أم لا ، إذ يمكن أن يدس الصواع في رحله من غير علمه . وقال الزمخشري : المعنى ما شهدنا إلا بما علمنا من سرقته وتيقناه ، لأن الصواع استخرج من وعائه ، وما كنا للغيب حافظين أي ما علمنا أنه سيسرق حين أعطيناك الميثاق ، وقراءة سرق بالفتح تعضد قول الزمخشري ، والقراءة بالضم تعضد القول الأول { وَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ } تقديره واسأل أهل القرية ، وكذلك أهل العير : يعنون الرفقة ، هذا هو قول الجمهور وقيل : المراد سؤال القرية بنفسها والعير بنفسها ولا يبعد أن تخبره الجمادات لأنه نبيّ والأول أظهر وأشهر على أنه مجاز ، والقرية هنا هي مصر { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ } قبله محذوف تقديره : فرجعوا إلى أبيهم فقالوا له هذا الكلام فقال بل سولت الآية { بِهِمْ جَمِيعاً } وأخاه بنيامين ، وأخاهم الكبير الذي قال لن أبرح الأرض .