Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 84-86)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ } لما لم يصدقهم أعرض عنهم ورجع إلى التأسف { وَقَالَ يَٰأَسَفَىٰ عَلَى يُوسُفَ } تأسف على يوسف دون أخيه الثاني والثالث ، الذاهبين ، لأن حزنه عليه كان أشدّ لإفراط محبته ولأن مصيبته كانت السابقة { وَٱبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ ٱلْحُزْنِ } أي من البكاء الذي هو ثمرة الحزن ، فقيل إنه عميَ ، وقيل إنه كان يدرك إدراكاً ضعيفاً ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يعقوب حزن حزن سبعين ثكلى وأعطي أجر مائة شهيد ، وما ساء ظنه بالله قط { فَهُوَ كَظِيمٌ } قيل إنه فعيل بمعنى فاعل أي كاظم لحزنه لا يظهره لأحد ، ولا يشكو إلا لله وقيل : بمعنى مفعول كقوله : { إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ } [ القلم : 48 ] أي مملوء القلب بالحزن ، أو بالغيظ على أولاده ، وقيل الكظيم : الشديد الحزن { تَالله تَفْتَؤُاْ } أي لا تفتؤ ، والمعنى لا تزال ، وحذف حرف النفي لأنه لا يلتبس بالإثبات : لأنه لو كان إثباتاً لكان مؤكداً باللام والنون { حَرَضاً } أي مشرفاً على الهلاك { قَالَ إِنَّمَآ أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى ٱللَّهِ } ردّ عليهم في تفنيدهم له : أي إنما أشكو إلى الله لا إليكم ولا إلى غيركم ، والبث : أشدّ الحزن { وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } أي أعلم من لطفه ورأفته ورحمته ما يوجب حسن ظنّي به وقوة رجائي فيه .