Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 99-101)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ } أي على سرير الملك { وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً } كان السجود عندهم تحية وكرامة لا عبادة { وَقَالَ يٰأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ } يعني حين رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر يسجدون له ، وكان بين رؤياه وبين ظهور تأويلها ثمانون عاماً وقيل أربعون { أَحْسَنَ بَيۤ } يقال أحسن إليه وبه { أَخْرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجْنِ } إنما لم يقل أخرجني من الجب لوجهين : أحدهما : أن في ذكر الجب خزي لإخوته ، وتعريفهم بما فعلوه فترك ذكره توقيراً لهم . والآخر : أنه خرج من الجب إلى الرق ، ومن السجن إلى الملك ، فالنعمة به أكثر { وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ ٱلْبَدْوِ } أي من البادية وكانوا أصحاب إبل وغنم ، فعدّ من النعم مجيئهم للحاضرة { نَّزغَ ٱلشَّيْطَٰنُ } أي أفسد وأغوى { لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ } أي لطيف التدبير لما يشاء من الأمور { مِنَ ٱلْمُلْكِ } من للتبعيض ، لأنه لم يعطه إلا بعض ملك الدنيا بل بعض ملك مصر { تَوَفَّنِى مُسْلِماً } لما عدد النعم التي أنعم الله بها عليه اشتاق إلى لقاء ربه ولقاء الصالحين من سلفه وغيرهم ، فدعا بالموت . وقيل ليس ذلك دعاء بالموت ، وإنما دعا أن الله يتم عليه النعم بالوفاة على الإسلام إذا حان أجله .