Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 57-65)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ } أي ما شأنكم وبأي شيء جئتم { إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } يعنون قوم لوط { إِلاَّ آلَ لُوطٍ } أن يكون استثناء من قوم لوط فيكون منقطعاً لوصف القوم بالإجرام ، ولم يكن آل لوط مجرمين ويحتمل أن يكون استثناء من الضمير في المجرمين ، فيكون متصلاً كأنه قال إلى قوم قد أجرموا كلهم إلا آل لوط فلم يجرموا { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ } استثناء من آل لوط ، فهو استثناء من استثناء . وقال الزمخشري : إنما هو استثناء من الضمير المجرور في قولهم لمنجوهم ، وذلك هو الذي يقتضيه المعنى { قَدَّرْنَآ إِنَّهَا لَمِنَ ٱلْغَابِرِينَ } الغابر يقال : بمعنى الباقي ، وبمعنى الذاهب ، وإنما أسند الملائكة فعل التقدير إلى أنفسهم ، وهو لله وحده لما لهم من القرب والاختصاص بالله ، لا سيما في هذه القضية ، كما تقول خاصة الملك للملك : دبرنا كذا ويحتمل أن يكون حكاية عن الله { قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } أي لا نعرفهم { قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ } أي جئناك بالعذاب لقومك ومعنى يمترون يشكون فيه { وَٱتَّبِعْ أَدْبَٰرَهُمْ } أي : كن خلفهم أي في ساقتهم حتى لا يبقى منهم أحد وليكونوا قدّامه ، فلا يشتغل قلبه بهم لو كانوا وراءه لخوفه عليهم { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } تقدم في هود { وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } قيل : هي مصر وقيل : حيث هنا للزمان إذ لم يذكر مكاناً .