Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 45-47)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ } يعني : كفار قريش عند جمهور المفسرين ، والسيئات تحتمل وجهين : أحدهما : يريد به الأعمال السيئات ؛ أي المعاصي فيكون : مكروا يتضمن معنى عملوا ، والآخر أن يريد بالمكرات السيئات مكرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ؛ فيكون المكر على بابه { أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ } يعني في أسفارهم { فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } أي بمفلتين حيث وقع { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ } فيه وجهان أحدهما : أن معناه على تنقص أي ينتقص أموالهم وأنفسهم شيئاً بعد شيء ، حتى يهلكوا من غير أن يهلكهم جملة واحدة ، ولهذا أشار بقوله : { فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } ، لأن الأخذ هكذا أخف من غيره ، وقد كان عمر بن الخطاب أشكل عليه معنى التخوف في الآية ، حتى قال له رجل من هذيل : التخوف التنقص في لغتنا ، والوجه الثاني : أنه من الخوف أي يهلك قوماً قبلهم فيتخوّفوا هو ذلك ، فيأخذهم بعد أن توقعوا العذاب وخافوه ، ذلك خلاف قوله : وهم لا يشعرون .