Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 48-48)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُاْ ظِلاَلُهُ } معنى الآية اعتبار بانتقال الظل ، ويعني بقوله : ما خلق الله من شيء : الأجرام التي لها ظلال من الجبال والشجر والحيوان وغير ذلك ، وذلك أن الشمس من وقت طلوعها إلى وقت الزوال يكون ظلها إلى جهة ، ومن الزوال إلى الليل إلى جهة أخرى ، ثم يمتدّ الظل ويعم بالليل إلى طلوع الشمس ، وقوله : يتفيؤ من الفيء وهو الظل الذي يرجع ، بعكس ما كان غدوة ، وقال رؤبة بن العجاج : يقال بعد الزوال ظل وفيء ، ولا يقال قبله إلا ظل ، ففي لفظه : يتفيؤ هنا تجوز ما لوقوع الخصوص في موضع العموم ، لأن المقصود الاعتبار من أول النهار إلى آخره ، فوضع يتفيؤ موضع ينتقل أو يميل ، والضمير في ظلاله يعود على ما أو على شيء { عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلْشَّمَآئِلِ } يعني عن الجانبين أي يرجع الظل من جانب إلى جانب ، واليمين بمعنى الأيمان ، واستعار هنا الأيمان والشمائل للأجرام ، فإن اليمين والشمائل إنما هما في الحقيقة للإنسان { سُجَّداً لِلَّهِ } حال من الظلال ، وقال الزمخشري حال من الضمير في ظلاله ، إذ هو بمعنى الجمع لأنه يعود على قوله : { مِن شَيْءٍ } ، فعلى الأول يكون السجود من صفة الظلال ، وعلى الثاني يكون من صفة الأجرام ، واختلف في معنى هذا السجود فقيل عبر به عن الخضوع والانقياد ، وقيل هو سجود حقيقة { وَهُمْ دَاخِرُونَ } أي صاغرون وجمع بالواو [ والنون ] لأن الدخور من أوصاف العقلاء .