Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 60-60)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ } المعنى اذكر إذ أوحينا إليك أن ربك أحاط بقريش يعني بشرناك بقتلهم يوم بدر وذلك قوله : { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } [ القمر : 45 ] ، وإنما قال : أحاط بلفظ الماضي وهو لم يقع لتحقيقه وصحة وقوعه بعد ، وقيل : المعنى أحاط بالناس في منعك وحمايتك منهم كقوله : { وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ } [ المائدة : 67 ] { وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ } اختلف في هذه الرؤيا فقيل : إنها الإسراء ، فمن قال إنه كان في اليقظة ، فالرؤيا بمعنى الرؤية بالعين ، ومن قال إنه كان في المنام فالرؤيا منامية ، والفتنة على هذا تكذيب الكفار بذلك وارتداد بعض المسلمين حينئذ ، وقيل : إنها رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في منامه هزيمة الكفار وقتلهم ببدر والفتنة على هذا تكذيب قريش بذلك ؛ وقيل : إنه رأى أنه يدخل مكة فعجل في سنة الحديبية فرد عنها فافتتن بعض المسلمين بذلك ؛ وقيل : رأى في المنام أن بني أمية يصعدون على منبره فاغتم بذلك { وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ } يعني شجرة الزقوم ، وهي معطوفة على الرؤيا أي جعل الرؤيا والشجرة فتنة للناس ، وذلك أن قريشاً لما سمعوا أن في جهنم شجرة زقوم سخروا من ذلك وقالوا : كيف تكون شجرة في النار والنار تحرق الشجر ؟ وقال أبو جهل : ما أعرف الزقوم إلا التمر بالزبد ، فإن قيل : لم لعنت شجرة الزقوم في القرآن ؟ فالجواب أن المراد لعنة آكلها ، وقيل : اللعنة بمعنى الإبعاد لأنها في أصل الجحيم { وَنُخَوِّفُهُمْ } الضمير لكفار قريش { طُغْيَٰناً } تمييز أو حال من من أو من مفعول خلقتِ .