Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 32-37)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱضْرِبْ لهُمْ } الضمير للكفار الذين قالوا : أطرد فقراء المسلمين ، وللفقراء الذين أرادوا طردهم : أي مثل هؤلاء وهؤلاء كمثل هذين الرجلين ، وهما أخوان من بني إسرائيل : أحدهما مؤمن ، والآخر كافر : ورثا مالاً عن أبيهما ، فاشترى الكافر بماله جنتين ، وأنفق المؤمن ماله في طاعة الله حتى افتقر ، فعيره الكافر بفقره فأهلك الله مال الكافر ، وروي أن اسم المؤمن تمليخا ، واسم الكافر فطروس ، وقيل : كانا شريكين اقتسما المال ، فاشترى أحدهما بماله جنتين وتصدق الآخر بماله { أُكُلَهَا } بضم الهمزة اسم لما يؤكل ، ويجوز ضم الكاف وإسكانها { وَلَمْ تَظْلِم } أي لم تنقص { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ } بضم الثاء والميم ، أصناف المال من الذهب والفضة والحيوان وغير ذلك ، قاله ابن عباس وقتادة ، وقيل : هو الذهب والفضة خاصة ، وهو من ثمّر ماله إذا أكثره ويجوز إسكان الميم تخفيفاً ، وأما بفتح الثاء والميم ، فهو المأكول من الشجر ، ويحتمل المعنى الآخر { وَهُوَ يُحَاوِرُهُ } أي يراجعه في الكلام { وَأَعَزُّ نَفَراً } يعني الأنصار والخدم { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ } أفرد الجنة هنا ، لأنه إنما دخل الجنة الواحدة من الجنتين ، إذ لا يمكن دخول الجنتين دفعة واحدة { وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } إما بكفره وإما بمقابلته لأخيه ، فإنها تتضمن الفخر والكبر والاحتقار لأخيه { قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً } يحتمل أن تكون الإشارة إلى السمٰوات والأرض وسائر المخلوقات ، فيكون قائلاً ببقاء هذا الوجود ؛ كافراً بالآخرة أو تكون الإشارة إلى جنته ، فيكون قوله إفراطاً في الاغترار وقلة التحصيل { وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّى } إن كان هذا على سبيل الفرض والتقدير كما يزعم أخي : لأجدن في الآخرة خيراً من جنتي في الدنيا ، وقرئ خيراً منهما . بضمير الاثنين للجنتين ، وبضمير الواحد للجنة { مُنْقَلَباً } أي مرجعاً { أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ } أي خلق منه أباك آدم ، وإنما جعله كافراً لشكه في البعث { سَوَّاكَ رَجُلاً } كما تقول سوّاك إنساناً ، ويحتمل أن يقصد الرجولية على وجه تعديد النعمة في أن لم يكن أنثى .