Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 71-76)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَٱنْطَلَقَا } الضمير لموسى والخضر . وفي الحديث أنهما انطلقا ماشيين على سيف البحر ، حتى مرت بهما سفينة فعرفها الخضر فحمل فيها بغير نوال أي بغير أجرة { خَرَقَهَا } روي أن الخضر أزال لوحين من ألواحها { شَيْئاً إِمْراً } أي عظيماً وقيل : منكراً { فَٱنْطَلَقَا } يعني بعد نزولهما من السفينة فمرا بغلمان يلعبون ، وفيهم غلام وضيء الصورة فاقتلع الخضر رأسه ، وروي أن اسم الغلام جيسورا بالجيم ، وقيل بالحاء المهملة قال الزمخشري : إن قلت لم قال خرقها بغير فاء ، وقال فقتله بالفاء ؛ والجواب أن خرقها جواب الشرط ، وقتله من جملة الشرط معطوف عليه والخبر : قال أقتلت نفساً ، فإن قيل : لم خولف بينهما ؟ فالجواب : أن خرق السفينة لم يتعقب الركوب وقد تعقب القتل لقاء الغلام { نَفْساً زَكِيَّةً } قيل : إنه كان لم يبلغ ، فمعنى زكية ليس له ذنب وقيل : إنه كان بالغاً ، ولكنه لم ير له الخضر ذنباً { بِغَيْرِ نَفْسٍ } يقتضي أنه لو كان قد قتل نفساً لم يكن بقتله بأس على وجه القصاص ، وهذا يدل على أن الغلام كان بالغاً فإن غير البالغ لا يقتل وإن قتل نفساً { شَيْئاً نُّكْراً } أي منكراً وهو أبلغ من قوله : إمراً ويجوز ضم الكاف وإسكانها { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ } بزيادة لك فيه من الزجر والإغلاط ما ليس في قوله أولاً : ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً { بَعْدَهَا } الضمير للقصة وإن لم يتقدم لها ذكر ، ولكن سياق الكلام يدل عليها { قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً } أي قد أعذرت إليّ فأنت معذور عندي ، وفي الحديث كانت الأولى من موسى نسياناً .