Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 83-84)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي ٱلْقَرْنَيْنِ } السائلون اليهود ، أو قريش بإشارة اليهود ، وذو القرنين هو الإسكندر الملك ، وهو يوناني وقيل رومي وكان رجلاً صالحاً ، وقيل كان نبياً ، وقيل كان ملكاً بفتح اللام والصحيح أنه ملك بكسر اللام واختلف لم سمي ذو القرنين فقيل : كان له ضفيرتان من شعرهما قرناه ، فسمي بذلك وقيل : لأنه بلغ المشرق والمغرب وكأنه حاز قرني الدنيا { إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي ٱلأَرْضِ } التمكين له أنه ملك الدنيا ودانت له الملوك كلهم { وَآتَيْنَٰهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً } أي علماً وفهما ، يتوصل به إلى معرفة الأشياء والسبب ما يتوصل به إلى المقصود من علم أو قدرة أو غير ذلك { فَأَتْبَعَ سَبَباً } أي طريقاً يوصله { وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ } قرئ بالهمز على وزن فعلة أي ذات حمأة وقرئ بالياء على وزن فاعله وقد اختلف في ذلك معاوية وابن عباس فقال ابن عباس : حمئة وقال معاوية حامية فبعثا إلى كعب الأحبار ليخبرهما بالأمر فقال : أما العربية فأنتما أعلما بها مني ، ولكني أجد في التوارة أنها تغرب في ماء وطين فوافق ذلك قراءة ابن عباس ومعنى { حَامِيَةٌ } [ الغاشية : 4 ] حارة ، ويحتمل أن يكون بمعنى حمية ولكن سهلت همزته ويتفق معنى القراءتين . وقد قيل : يمكن أن يكون فيها حمئة ويكون حارة لحرارة الشمس فتكون جامعة للموضعين ، ويجتمع معنى القراءتين { قُلْنَا يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ } استدل بهذا من قال إن ذا القرنين نبي لأن هذا القول وحي ويحتمل أن يكون بإلهام فلا يكون فيه دليل على نبوته { إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً } كانوا كفاراً فخيره الله بين أن يعذبهم بالقتل ، أو يدعوهم إلى الإسلام ، فيحسن إليهم وقيل : الحسن هنا هو الأسر ، وجعله حسناً بالنظر إلى القتل { قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ } اختار أن يدعوهم إلى الإسلام ، فمن تمادى على الكفر قتله ومن أسلم أحسن إليه ، والظلم هنا الكفر والعذاب القتل وأراد بقوله : عذاباً نكرا عذاب الآخرة { فَلَهُ جَزَآءً ٱلْحُسْنَىٰ } المراد بالحسنى الجنة أو الأعمال الحسنة { وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً } وعدهم بأن ييسر عليهم .