Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 86-95)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّن دُونِهَا سِتْراً } هؤلاء القوم هم الزنج وهم أهل الهند ومن وراءهم ، ومعنى لم نجعل الآية أنهم ليس لهم بنيان إذ لا تحمل أرضهم البناء وإنما يدخلون من حر الشمس في أسراب تحت الأرض وقال ابن عطية : الظاهر أنها عبارة عن قرب الشمس منهم وقيل : الستر اللباس فكانوا على هذا لا يلبسون الثياب { كَذَلِكَ } أي أمر ذي القرنين كذلك ، أي كما وصفناه تعظيماً لأمره وقيل : إن كذلك راجع لما قبله أي لم نجعل لهم ستراً ، كما جعلنا لكم من المباني والثياب ، وقيل : المعنى وجد عندها قوماً كذلك ، أي مثل القوم الذين وجدوا عند مغرب الشمس وفعل معهم مثل فعله { بَيْنَ السَّدَّيْنِ } أي الجبلين وهما جبلان في طرف الأرض ، وقرئ بالفتح والضم وهما بمعنى واحد ، وقيل ما كان من خلقة الله فهو مضموم وما كان من فعل الناس فهو مفتوح { وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً } قيل هم الترك { لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً } عبارة عن بعد لسانهم عن ألسنة الناس ، فهم لا يفقهون القول إلا بالإشارة أو نحوها { يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ } قبيلتان من بني آدم في خلقهم تشويه ، منهم مفرط الطول ومفرط القصر { مُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ } لفسادهم بالقتل والظلم وسائر وجوه الشرط ، وقيل : كانوا يأكلون بني آدم . { فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً } هذا استفهام في ضمنه عرض ورغبة ، والخرج الجباية يقال فيه خراج وقد قرئ بهما ، فعرضوا عليه أن يجعلوا له أموالاً ليقيم بها السد { قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ } أي ما بسط الله لي من الملك خير من خرجكم ، فلا حاجة لي به ولكن أعينوني بقوة الأبدان وعمل الأيدي { رَدْماً } أي حاجزاً حصيباً ، والردم أعظم من السد .