Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 1-4)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كۤهيعۤصۤ } قد تكلمنا في أول البقرة على حروف الهجاء ، وكان علي بن أبي طالب يقول في دعائه : يا كهيعص فيحتمل أن تكون الجملة عنده اسماً من أسماء الله تعالى ، أو ينادي بالأسماء التي اقتطعت منها هذه الحروف { ذِكْرُ } تقديره هذا ذكر { عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ } وصفه بالعبودية تشريفاً له ، وإعلاماً له بتخصيصه وتقريبه ، ونصب عبده على أنه مفعول لرحمة ، فإنها مصدر أضيف إلى الفاعل ، ونصب المفعول ، وقيل : هو مفعول بفعل مضمر ، تقديره : رحمة عبده وعلى هذا يوقف على ما قبله وهذا ضعيف ، وفيه تكلف الإضمار من غير حاجة إليه ، وقطع العامل عن العمل بعد تهيئته له { إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ } يعني دعاه { نِدَآءً خَفِيّاً } أخفاه لأنه يسمع الخفي كما يسمع الجهر ، ولأن الإخفاء أقرب إلى الإخلاص وأبعد من الرياء ، ولئلا يلومه الناس على طلب الولد { وَهَنَ ٱلْعَظْمُ } أي ضعف { وَٱشْتَعَلَ } استعارة للشيب من اشتعال النار { وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً } أي قد سعدت بدعائي لك فيما تقدم ، فاستجب لي في هذا ، فتوسل إلى الله بإحسانه القديم إليه .