Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 22-27)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَحَمَلَتْهُ } يعني : في بطنها وكانت مدة حملها ثمانية أشهر ، وقال ابن عباس : حملته وولدته في ساعة { مَكَاناً قَصِيّاً } أي بعيداً ، وإنما بعدت حياء من قومها أن يظنوا بها الشر { فَأَجَآءَهَا } معناه : ألجأها وهو منقول من جاء بهمزة التعدية { ٱلْمَخَاضُ } أي النفاس { إِلَىٰ جِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ } رُوي أنها احتضنت الجذع لشدة وجع النفاس { قَالَتْ يٰلَيْتَنِي مِتُّ } إنما تمنت الموت خوفاً من إنكار قومها ، وظنهم بها الشر ، ووقوعهم في دمها وتمني الموت جائز في مثل هذا ، وليس هذا من تمني الموت لضر نزل بالبدن فإنه منهي عنه . { وَكُنتُ نَسْياً } النِسْي الشيء الحقير الذي لا يؤبه له ، ويقال بفتح النون وكسرها { فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَآ } قرئ من بفتح الميم وكسرها ، وقد اختلف على كلتا القراءتين ، هل هو جبريل أو عيسى ، وعلى أنه جبريل قيل : إنه كان تحتها كالقابلة ، وقيل : كان في مكان أسفل من مكانها { أَلاَّ تَحْزَنِي } تفسير للنداء ، فأن مفسرة { سَرِيّاً } جدولاً وهي ساقية من ماء كان قريباً من جذع النخلة ، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم فسره بذلك وقيل : يعني عيسى فإن السري الرجل الكريم { وَهُزِّىۤ إِلَيْكِ بِجِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ } كان جذعاً يابساً ، فخلق الله فيه الرطب كرامة لها وتأنيساً ، وقد استدل بعض الناس بهذه الآية على أن الإنسان ينبغي له أن يتسبب في طلب الرزق ، لأن الله أمر مريم بهز النخلة ، والباء في بجذع زائدة كقوله : { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ } [ البقرة : 195 ] { تُسَٰقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً } الفاعل بتساقط النخلة ، وقرئ بالياء والفاعل على ذلك الجذع ، ورطباً تمييز ، والجني معناه : الذي طاب وصلح لأن يجتنى { فَكُلِي وَٱشْرَبِي } أي كلي من الرطب ، واشربي من ماء الجدول ، وهو السري { وَقَرِّي عَيْناً } أي طيبي نفساً بما جعل الله لك من ولادة نبي كريم ، أو من تيسير المأكول والمشروب { فَإِمَّا تَرَيِنَّ } هي إن الشرطية دخلت عليها ما الزائدة للتأكيد ، وترين فعل خوطبت به المرأة ، ودخلت عليه النون الثقيلة للتأكيد { نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْماً } أي صمتاً عن الكلام ، وقيل : يعني الصيام لأن من شرطه في شريعتهم الصمت ، وإنما أمرت بالصمت صيانة لها عن الكلام ، مع المتهمين لها ، ولأن عيسى تكلم عنها ، فإخبارها بأنها نذرت الصمت بهذا الكلام ، وقيل : بالإشارة ، ولا يجوز في شريعتنا نذر الصمت { فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا } لما رأت الآيات : علمت أن الله سيبين عذرها ، فجاءت به من المكان القصي إلى قومها { شَيْئاً فَرِيّاً } أي شنيعاً وهو من الفرية .