Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 28-33)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأُخْتَ هَٰرُونَ } كان هارون عابداً من بني إسرائيل ، شبهت به مريم في كثرة العبادة فقيل لها أخته بمعنى أنها شبهه ، وقيل : كان أخاها من أبيها ، وكان رجلاً صالحاً ، وقيل : هو هارون النبي أخو موسى وكانت من ذريته ، فأخت على هذا كقولك : أخو بني فلان أي واحد منهم ، ولا يتصور على هذا القول أن تكون أخته من النسب حقيقة ، فإن بين زمانهما دهراً طويلاً { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ } إي إلى ولدها ليتكلم وصمتت هي كما أمرت { كَانَ فِي ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً } كان بمعنى يكون ، والمهد هو المعروف ، وقيل المهد هنا حجرها { آتَانِيَ ٱلْكِتَٰبَ } يعني الإنجيل ، أو التوراة والإنجيل { مُبَارَكاً } من البركة وقيل : نفاعاً ، وقيل : معلماً للخير . واللفظ أعم من ذلك { وَأَوْصَٰنِي بِٱلصَّلَٰةِ وَٱلزَّكَٰةِ } هما المشروعتان ، وقيل : الصلاة هنا الدعاء ، والزكاة : التطهير من العيوب { وَبَرّاً } معطوف على مباركاً ، روي أن عيسى تكلم بهذا الكلام وهو في المهد ، ثم عاد إلى حالة الأطفال على عادة البشر ، وفي كلامه هذا ردّ على النصارى ، لأنه اعترف أنه عبد الله ، وردّ على اليهود لقوله : وجعلني نبياً { وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ } أدخل لام التعريف هنا لتقدّم السلام المنكر في قصة يحيى ، فهو كقولك : رأيت رجلاً فأكرمت الرجل ، وقال الزمخشري : الصحيح أن هذا التعريف تعريض بلغة من اتهم مريم كأنه قال : السلام كله عليّ لا عليكم ، بل عليكم ضدّه .