Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 142-143)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سَيَقُولُ } ظاهره الإعلام بقولهم قبل وقوعه ، إلاّ أن ابن عباس قال : نزلت بعد قولهم { ٱلسُّفَهَآءُ } هنا اليهود أو المشركون أو المنافقون { مَا وَلَّٰهُمْ } أي ما ولى المسلمين { عَن قِبْلَتِهِمُ } الأولى وهي بيت المقدس إلى الكعبة { للَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ } رداً عليهم لأن الله يحكم ما يريد ، ويولي عباده حيث شاء ، لأن الجهات كلها له { وَكَذَلِكَ } بعدما هديناكم { جَعَلْنَٰكُمْ أُمَّةً وَسَطاً } أي خياراً { شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ } أي تشهدون يوم القيامة بإبلاغ الرسل إلى قومهم { عَلَيْكُمْ شَهِيداً } أي بأعمالكم ، قال عليه الصلاة والسلام : أقول كما قال أخي عيسى : { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ } [ المائدة : 117 ] الآية ، فإن قيل : لم قدّم المجرور في قوله عليكم شهيداً وأخره في قوله : شهداء على الناس ؟ فالجواب : أنّ تقديم المعمولات يفيد الحصر ، فقدّم المجرور في قوله : عليكم شهيداً : لاختصاص شهادة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته ، ولم يقدّمه في قوله شهداء على الناس لأنه لم يقصد الحصر { ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيْهَآ } فيها قولان : أحدهما : أنها الكعبة ، وهو قول ابن عباس . والآخر : هو بيت المقدس ، وهو قول قتادة وعطاء والسُدّي ، وهذا مع ظاهر قوله : كنت عليها ؛ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إلى بيت المقدس ، ثم انصرف عنه إلى الكعبة ، وأما قول ابن عباس : فتأويله بوجهين : الأول : أن كنت بمعنى أنت ، والثاني : قيل : إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى الكعبة قبل بيت المقدس ، وإعراب ( إلا التي كنت عليها ) مفعول بجعلنا ، أو صفة للقبلة ، ومعنى الآية على القولين : اختبار وفتنة للناس بأمر القبلة ، وأما على قول قتادة : فإن الصلاة إلى بيت المقدس فتنة للعرب ، لأنهم كانوا يعظمون الكعبة ، أو فتنة لمن أنكر تحويلها ، وتقديره على هذا : ما جعلنا صرف القبلة ، أما على قول ابن عباس : فإن الصلاة إلى الكعبة فتنة لليهود ؛ لأنهم يعظمون بيت المقدس ، وهم مع ذلك ينكرون النسخ ، فأنكروا صرف القبلة ، أو فتنة لضعفاء المسلمين ؛ حتى رجع بعضهم عن الإسلام حين صرفت القبلة { لِنَعْلَمَ } أي العلم الذي تقوم به الحجة على العبد وهو إذا ظهر في الوجود ما علمه الله { يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ } عبارة عن الارتداد عن الإسلام ، وهو تشبيه بمن رجع يمشي إلى وراء { وَإِن كَانَتْ } إن مخففة من الثقيلة واسم كان ضمير الفعلة وهي التحوّل عن القبلة { إِيمَٰنَكُمْ } قيل صلاتكم إلى بيت المقدس واستدل به من قال إنّ الأعمال من الإيمان ، وقيل : معناه ثبوتكم على الإيمان حين انقلب غيركم بسبب تحويل القبلة .