Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 144-151)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ } كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه إلى السماء رجاء أن يؤمر بالصلاة إلى الكعبة { شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ } جهة { وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ } خبر يتضمن النهي ووحدت قبلتهم ، وإن كانت جهتين لاتحادهم في البطلان { وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ } لأن اليهود لعنهم الله يستقبلون المغرب والنصارى المشرق { يَعْرِفُونَهُ } أي يعرفون القرآن أو النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر القبلة { كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ } مبالغة في وصف المعرفة ، وقال عبد الله بن سلام معرفتي بالنبي صلى الله عليه وسلم أشدّ من معرفتي بابني ؛ لأن ابني قد يمكن فيه الشك { وَلِكُلٍّ } أي لكل أحد أو لكل طائفة { وِجْهَةٌ } أي جهة ، ولم تحذف الواو لأنه ظرف مكان ، وقيل : إنه مصدر ، وثبت فيه الواو على غير قياس { هُوَ مُوَلِّيهَا } أي موليها وجهه وقرىء مولاها أي ولاه الله إليها والمعنى أن الله جعل لكل أمة قبلة { فَٱسْتَبِقُواْ ٱلْخَيْرَاتِ } أي بادروا إلى الأعمال الصالحات { يَأْتِ بِكُمُ ٱللَّهُ } أي يبعثكم من قبوركم { فَوَلِّ وَجْهَكَ } الأمر كرر للتأكيد أو ليناط به ما بعده { لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ } الآية : معناها أن الصلاة إلى الكعبة تدفع حجة المعترضين من الناس ، فإن أريد اليهود فحجتهم أنهم يجدون في كتبهم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم يتحوّل إلى الكعبة ، فلما صلى إليها لم تبق لهم حجة على المسلمين ، وإن أريد قريش فحجتهم أنهم قالوا : قبلة آبائه أولى به { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أي من يتكلم بغير حجة ويعترض التحوّل إلى الكعبة ، والاستثناء متصل ؛ لأنه استثناء من عموم الناس . ويحتمل الانقطاع على أن يكون استثناء ممن له حجة ، فإن الذين ظلموا هم الذين ليس لهم حجة { وَلأُتِمَّ } متعلق بمحذوف أي فعلت ذلك لأتمّ ، أو معطوف على لئلا يكون { كَمَآ أَرْسَلْنَا } متعلق بقوله لأتم ، أو بقوله فاذكروني والأول أظهر .