Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 30-30)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لِلْمَلاَئِكَةِ } جمع ملك واختلف في وزنه فقيل : فَعَل فالميم أصلية ، ووزن ملائكة على هذا مفاعلة وقيل : هي من الألوكة وهي الرسالة ، فوزنه مفعل ووزنه مألك ثم حذفت الهمزة ووزن ملائكة على هذا مفاعلة ، ثم قلبت وأخرت الهمزة فصار مفاعلة وذلك بعيد { خَلِيفَةً } هو آدم عليه السلام ؛ لأنّ الله استخلفه في الأرض ، وقيل ذريته لأنّ بعضهم يخلف بعضاً ، والأوّل أرجح ، ولو أراد الثاني لقال خلفاء { أَتَجْعَلُ فِيهَا } الآية : سؤال محض لأنهم استبعدوا أن يستخلف الله من يعصيه ، وليس فيه اعتراض ؛ لأنّ الملائكة منزهون عنه ، وإنما علموا أنّ بني آدم يفسدون بإعلام الله إياهم بذلك ، وقيل : كان في الأرض جنّ فأفسدوا ، فبعث الله إليهم ملائكة فقتلتهم . فقاس الملائكة بني آدم عليهم { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ } اعتراف ، والتزام للتسبيح لا افتخار { بِحَمْدِكَ } أي حامدين لك والتقدير : نسبح متلبسين بحمدك ، فهو في موضع الحال { وَنُقَدِّسُ لَكَ } يحتمل أن تكون الكاف مفعولاً ، ودخلت عليها اللام كقولك : ضربت لزيداً ، وأن يكون المفعول محذوفاً ، أي نقدسك على معنى : ننزهك أو نعظمك ، وتكون اللام في ذلك للتعليل أي لأجلك ، أو يكون التقدير : نقدس أنفسنا أي نطهرها لك { مَا لاَ تَعْلَمُونَ } أي ما يكون في بني آدم من الأنبياء والأولياء وغير ذلك من المصالح والحكمة .