Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 31-38)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا } أي أسماء بني آدم وأسماء أجناس الأشياء كتسمية القمر والشجر وغير ذلك { ثُمَّ عَرَضَهُمْ } أي عرض المسميات ، وبيّن أشخاص بني آدم وأجناس الأشياء { أَنْبِئُونِي } أمر على وجه التعجيز { إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } أي في قولكم : إنّ الخليفة يفسد في الأرض ويسفك الدماء ، وقيل : إن كنتم صادقين في جواب السؤال والمعرفة بالأسماء { لاَ عِلْمَ لَنَآ } اعتراف { أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ } أي أنبئ الملائكة بأسماء ذريتك أو بأسماء أجناس الأشياء { ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ } السجود على وجه التحية وقيل : عبادة لله ، وآدم كالقبلة { فَسَجَدُواْ } روي أنّ من أوّل من سجد إسرافيل ، ولذلك جازاه الله بولاية اللوح المحفوظ { إِلاَّ إِبْلِيسَ } استثناء متصل عند من قال : إنه كان ملكاً . ومنقطع عند من قال : كان من الجن { وَٱسْتَكْبَرَ } لقوله : أنا خير منه { وَكَانَ مِنَ ٱلْكَٰفِرِينَ } قيل : كفر بإبايته من السجود ، وذلك بناء على أن المعصية كفر . والأظهر : أنه كفر باعتراضه على الله في أمره بالسجود لآدم ، وليس كفره كفر جحود لاعترافه بالربوبية { وَزَوْجُكَ } هي حواء خلقها الله من ضلع آدم ، ويقال : زوجة ، وزوج هنا أفصح { ٱلْجَنَّةَ } هي جنة الخلد عند الجماعة وعند أهل السنة ، خلافاً لمن قال : هي غيرها { وَلاَ تَقْرَبَا } النهيُ عن القرب يقتضي النهي عن الأكل بطريق الأولى ، وإنما نهى عن القرب سدّاً للذريعة ، فهذا أصل في سدّ الذرائع { ٱلشَّجَرَةَ } قيل هي شجرة العنب ، وقيل شجرة التين ، وقيل الحنطة ، وذلك مفتقر إلى نقل صحيح ، واللفظ مبهم { فَتَكُونَا } عطف على تقربا ، أو نصب بإضمار أن بعد الفاء في جواب النهي { فَأَزَلَّهُمَا } متعدّ من أزل القدم ، وأزالهما بالألف من الزوال { عَنْهَا } الضمير عائد على الجنة ، أو على الشجرة فتكون عن سببية على هذا . فائدة : اختلفوا في أكل آدم من الشجرة فالأظهر أنه كان على وجه النسيان ، لقوله تعالى : { فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } [ طه : 115 ] وقيل سكر من خمر الجنة فحينئذٍ أكل منها ، وهذا باطل ؛ لأن خمر الجنة لا تسكر ، وقيل : أكل عمداً وهي معصية صغرى ، وهذا عند من أجاز على الأنبياء الصغائر ، وقيل : تأوّل آدم أن النهي : كان عن شجرة معينة فأكل من غيرها من جنسها ، وقيل : لما حلف له إبليس صدقه ؛ لأنه ظنّ أنه لا يحلف أحد كذباً { ٱهْبِطُواْ } خطاب لآدم وزوجه وإبليس بدليل : { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } { مُسْتَقَرٌّ } موضع استقرار وهو في مدّة الحياة ، وقيل في بطن الأرض بعد الموت { وَمَتَاعٌ } ما يتمتع به { إِلَىٰ حِينٍ } إلى الموت { فَتَلَقَّىٰ } أي أخذ وقيل على قراءة الجماعة ، وقرأ ابن كثير بنصب آدم ورفع الكلمات ، فتلقى على هذا من اللقاء { كَلِمَٰتٍ } هي قوله : { قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } بدليل ورودها في [ الأعراف : 23 ] وقيل غير ذلك { ٱهْبِطُواْ } كرر ليناط به ما بعده ، ويحتمل أن يكون أحد الهبوطين من السماء ، والآخر من الجنة ، وأن يكون هذا الثاني لذرية آدم لقوله : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم } إن شرطية وما زائدة للتأكيد ، والهدى هنا : يراد به كتاب الله ورسالته { فَمَن تَبِعَ } شرط ، وهو جواب الشرط الأوّل ، وقيل : فلا خوف جواب الشرطين .