Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 51-54)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً } هي شهر ذي القعدة وعشر ذي الحجة ، وإنما خصّ الليالي بالذكر لأنّ العام بها ، والأيام تابعة لها ، والمراد أربعين ليلة بأيامها { ٱتَّخَذْتُمُ ٱلْعِجْلَ } اتخذتموه إلهاً ، فحذف لدلالة المعنى { مِن بَعْدِهِ } أي بعد غيبته في الطور { ٱلْكِتَٰبَ } هنا التوراة { وَٱلْفُرْقَانَ } أي المفرق بين الحق والباطل ، وهو صفة للتوراة ، عطف عليها لاختلاف اللفظ ، وقيل الفرقان هنا فرق البحر ، وقيل آتينا موسى التوراة وآتينا محمداً الفرقان ، وهذا بعيد لما فيه من الحذف من غير دليل عليه { فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } أي يقتل بعضكم بعضاً كقوله : { سَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } [ النور : 61 ] ، وروي أنّ الظلام ألقي عليهم فقتل بعضهم بعضاً ، حتى بلغ القتلى سبعون ألفاً فعفى الله عنهم . وإنما خص هنا اسم الباري لأنّ فيه توبيخاً للذين عبدوا العجل كأنه يقول كيف عبدتم غير الذي برأكم ، ومعنى الباري : الخالق { فَتَابَ عَلَيْكُمْ } قبله محذوف لدلالة الكلام عليه ، وهو فحوى الخطاب ، أي : ففعلتم ما أمرتم به من القتل فتاب عليكم .