Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 49-50)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذْ نَجَّيْنَٰكُم } تقديره : اذكروا إذ نجيناكم أي : نجينا آباءكم ، وجاء الخطاب للمعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنهم ذرّيتهم وعلى دينهم ومتبعون لهم ، فحكمهم كحكمهم ، وكذلك فيما بعد هذا من تعداد النعم ، لأن الإنعام على الآباء إنعام على الأبناء ، ومن ذكر مساويهم لأنّ ذرّيتهم راضون بها { مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ } المراد من فرعون وآله ، وحذف لدلالة المعنى ، وآل فرعون هم جنوده وأشياعه وآل دينه لا قرابته خاصة ، ويقال إنّ اسمه الوليد بن مصعب ، وهو من ذرّية عمليق ، ويقال فرعون لكل من ولي مصر ، وأصل آل : ثم هل أبدلت من الهاء همزة وأبدل من الهمزة ألف . فائدة : كل ما ذكره في هذه الصور من الأخبار معجزات للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه أخبر بها من غير تعلم . { يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } أي يلزمونهم به ، وهو استعارة من السوم في البيع ، وفسر سوء العذاب بقوله : { يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ } ولذلك لم يعطفه هنا ، وأما حيث عطفه في سورة إبراهيم فيحتمل أن يراد بسوء العذاب غير ذلك ؛ بل فيكون عطف مغايرة ، أو أراد به ذلك ، وعطف لاختلاف اللفظة ، وكان سبب قتل فرعون لأبناء بني إسرائيل ، وقيل إنّ آل فرعون تذاكروا وعد الله لإبراهيم ؛ بأن يجعل في ذرّيته ملوكاً وأنبياء فحسدوهم على ذلك ، وروي أنه وكل بالنساء رجالاً يحفظون من تحمل منهنّ ، وقيل : بل وكَّل على ذلك القوابل ، ولأجل هذا قيل معنى يستحيون : يفتشون الحياة ضدّ الموت { فَرَقْنَا بِكُمُ ٱلْبَحْرَ } فصلناه وجعلناه فرقاً اثني عشر طريقاً ، على عدد الأسباط ، والباء سببية أو للمصاحبة ، والبحر المذكور هنا : هو بحر القُلْزُم .