Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 92-93)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بِٱلْبَيِّنَٰتِ } يعني المعجزات : كالعصا ، وفلق البحر ، وغير ذلك { ٱتَّخَذْتُمُ ٱلْعِجْلَ } ذكر هنا على وجه ألزم لهم ، والإبطال بقولهم : { نُؤْمِنُ بِمَآ أُنْزِلَ عَلَيْنَا } وكذلك رفع الطور ، وذكر قبل هذا على وجه تعداد النعم لقوله : { ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم } [ البقرة : 52 ] … { فَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } [ البقرة : 64 ] وعطفه بثم في الموضعين إشارة إلى قبح ما فعلوه من ذلك { مِن بَعْدِهِ } الضمير لموسى عليه السلام : أي من بعد غيبته في مناجاة الله على جبل الطور { سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا } أي : سمعنا قولك وعصينا أمرك ، ويحتمل أن يكونوا قالوه بلسان المقال ، أو بلسان الحال { وَأُشْرِبُواْ } عبارة عن تمكن حب العجل في قلوبهم ، فهو مجاز ، تشبيهاً بشرب الماء ، أو بشرب الصبغ في الثوب وفي الكلام محذوف أي أشربوا حب العجل وقيل : إن موسى برد العجل بالمبرد ورمى برادته في الماء فشربوه ، فالشرب على هذا حقيقة ، ويردّ هذا قوله : في قلوبهم { بِكُفْرِهِمْ } الباء سببية للتعليل ، أو بمعنى المصابة { يَأْمُرُكُمْ } إسناد الأمر إلى إيمانهم ، فهو مجاز على وجه التهكم ، فهو كقولهم : { أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ } [ هود : 87 ] كذلك إضافة الإيمان إليهم .