Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 94-96)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنْ كُنْتُمْ } شرط أو نفي { فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ } بالقلب أو اللسان أو باللسان خاصة ، وهذا أمر على وجه التعجيز والتبكيت ، لأنه من علم أنه من أهل الجنة اشتاق إليها ، وروي أنهم لو تمنوا الموت لماتوا ، وقيل : إن ذلك معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم دامت طول حياته { وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ } إن قيل : لم قال في هذه السورة : ولن يتمنوه ، وفي سورة الجمعة : ولا يتمنونه فنفى هنا بلن ، وفي الجمعة بلا ، فقال أستاذنا الشيخ أبو جعفر بن الزبير : الجواب أنه لما كان الشرط في المغفرة مستقبلاً وهو قوله : إن كانت لكم الدار الآخرة خالصة جاء جوابه بلن التي تخص الاستقبال ولما كان الشرط في الجمعة حالاً ، وهو قوله : إن زعمتم أنكم أولياء لله جاء جوابه بلا : التي تدخل على الحال ، أو تدخل على المستقبل { بِمَا قَدَّمَتْ } أي لسبب ذنوبهم وكفرهم { عَلِيمٌ بِٱلظَّٰلِمينَ } تهديد لهم { وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } فيه وجهان : أحدهما : أن يكون عطفاً على ما قبله فيوصل به ، ولمعنى أن اليهود أحرص على الحياة من الناس ومن الذين أشركوا ، فحمل على المعنى كأنه قال : أحرص من الناس ومن الذين أشركوا ، وخص الذين أشركوا بالذكر بعد دخولهم في عموم الناس لأنهم لا يؤمنون بالآخرة بإفراط حبهم للحياة الدنيا . والآخر : أن يكون من الذين أشركوا ابتداء كلام فيوقف على ما قبله ، والمعنى : من الذين أشركوا قوم { يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ } فحذف الموصوف ، وقيل : أراد به المجوس ، لأنهم يقولون لملوكهم عش ألف سنة ، والأول أظهر ؛ لأن الكلام إنما هو في اليهود ، وعلى الثاني يخرج الكلام عنهم { وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ } الآية : فيها وجهان ؛ أحدهما : أن يكون هو عائد على أحدهم ، وأن يعمر فاعل لمزحزحه ، والآخر : أن يكون هو للتعمير وأن يعمر بدل .