Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 18-18)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ } دخل في هذا من في السمٰوات من الملائكة ، ومن في الأرض من الملائكة ، والجنّ ولم يدخل الناس في ذلك ؛ لأنه ذكرهم في آخر الآية ، إلا أن يكون ذكرهم في آخرها على وجه التجريد ، وليس المراد بالسجود هنا السجود المعروف ، لأنه لا يصح في حق الشمس والقمر وما ذكر بعدهما ، وإنما المراد به الانقياد ثم إن الانقياد يكون على وجهين : أحدهما الانقياد لطاعة الله طوعاً ، والآخر الانقياد لما يجري الله على المخلوقات في أفعاله وتدبيره شاؤوا أو أبوا { وَكَثِيرٌ مِّنَ ٱلنَّاسِ } إن جعلنا السجود بمعنى الانقياد لطاعة الله ، فيكون كثير من الناس معطوفاً على ما قبله من الأشياء التي تسجد ويكون قوله : { وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ ٱلْعَذَابُ } مستأنفاً يراد به من لا ينقاد للطاعة ، ويوقف على قوله : { وَكَثِيرٌ مِّنَ ٱلنَّاسِ } ، وهذا القول هو الصحيح ؛ وإن جعلنا السجود بمعنى الانقياد لقضاء الله وتدبيره ؛ فلا يصح تفضيل الناس على ذلك إلى من يسجد ومن لا يسجد لأن جميعهم يسجد بذلك المعنى ، وقيل : إن قوله : { وَكَثِيرٌ مِّنَ ٱلنَّاسِ } معطوف على ما قبله ثم عطف عليه وكثير { حَقَّ عَلَيْهِ ٱلْعَذَابُ } فالجميع على هذا يسجد وهذا ضعيف لأن قوله : { حَقَّ عَلَيْهِ ٱلْعَذَابُ } يقتضي ظاهره أنه إنما حق عليه العذاب بتركه للسجود ، وتأوله الزمخشري على هذا المعنى ، بأن إعراب { وَكَثِيرٌ مِّنَ ٱلنَّاسِ } فاعل بفعل مضمر تقديره يسجد سجود طاعة أو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف تقديره مثاب وهذا تكلف بعيد .