Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 62-67)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ } أي ذلك الوصف الذي وصف الله به هو بسبب أنه الحق { فَتُصْبِحُ ٱلأَرْضُ مُخْضَرَّةً } تصبح هنا بمعنى تصير ، وفهم بعضهم أنه أراد صبيحة ليلة المطر ، فقال : لا تصبح الأرض مخضرة إلا بمكة ، والبلاد الحارة ، وأما على معنى تصير ، فذلك عام في كل بلد ، والفاء للعطف ، وليست بجواب ، ولو كانت جواباً لقوله : { أَلَمْ تَرَ } لنصبت الفعل ، وكان المعنى نفي خضرتها وذلك خلاف المقصود ، وإنما قال { تُصْبِحُ } بلفظ المضارعة ليفيد بقاءها كذلك مدة { سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلأَرْضِ } يعني البهائم والثمار والمعادن وغير ذلك { أَن تَقَعَ } في موضع مفعول على تقدير عن أن تقع ، وقال الزمخشري : كراهة أن تقع فهو مفعول من أجله { إِلاَّ بِإِذْنِهِ } يحتمل أن يريد يوم القيامة ، فجعل طي السماء كوقوعها أو يريد بإذنه لو شاء متى شاء { ۤ أَحْيَاكُمْ } أي أوجدكم بعد العدم ، وعبّر عن ذلك بالحياة ؛ لأن الإنسان قبل ذلك تراب فهو جماد بلا روح ، ثم أحياه بنفخ الروح { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } يعني الموت المعروف { ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } يعني البعث { لَكَفُورٌ } أي جحود للنعمة { مَنسَكاً } هو اسم مصدر لقوله : { نَاسِكُوهُ } ولو كان اسم مكان لقال ناسكون فيه { فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ } ضمير الفاعل للكفار ، والمعنى : أنه لا ينبغي منازعة النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن الحق قد ظهر بحيث لا يسع النزاع فيه ، فجاء الفعل بلفظ النهي والمراد غير النهي ، وقيل : إن المعنى لا تنازعهم فينازعوك ، فحذف الأول لدلالة الثاني عليه ، ويحتمل أن يكون نهياً لهم عن المنازعة على ظاهر اللفظ { فِي ٱلأَمْرِ } أي في الدين الشريعة أو في الذبائح { وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ } أي ادع الناس إلى عبادة ربك .