Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 68-73)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِن جَادَلُوكَ } الآية : تقتضي موادعة منسوخة بالقتال { إِنَّ ذٰلِكَ فِي كِتَابٍ } يعني اللوح المحفوظ ، والإشارة بذلك إلى معلومات الله { إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } يحتمل أن تكون الإشارة بذلك إلى كتب المعلومات في الكتاب ، أو إلى الحكم في الاختلاف والأول أظهر { مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً } يعني الأصنام ؛ والسلطان هنا : الحجة والبرهان ، وما ليس لهم به علم : قيل : إنه يعني ما ليس لهم به علم ضروري ، فنفى أولاً البرهان النظري ، ثم العلم الضروري ، وليس اللفظ بظاهر في هذا المعنى ، بل الأحسن نفي العلم الضروري والنظري معاً { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمُنْكَرَ } أي الإنكار لما يسمعون فالمنكر مصدر : كالمكرم بمعنى الإكرام ويعرف ذلك في وجوههم بعبوسها وإعراضها { يَسْطُونَ } من السطوة وهي سرعة البطش { ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ } يحتمل أن تكون { ٱلنَّارُ } مبتدأ ، و { وَعَدَهَا ٱللَّهُ } خبراً أو يكون النار خبر ابتداء مضمر كأنّ قائلاً قال : ما هو ، فقيل : هو النار ، ويكون وعدها الله استئنافاً وهذا أظهر { ضُرِبَ مَثَلٌ } أي ضربه الله لإقامة الحجة على المشركين { لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً } تنبيه بالأصغر على الأكبر من باب أولى وأحرى : والمعنى أن الأصنام التي تعبدونها لا تقدر على خلق الذباب ولا غيره ، فكيف تُعبد من دون الله الذي خلق كل شيء ، ثم أوضح عجزهم بقوله { وَلَوِ ٱجْتَمَعُواْ لَهُ } أي لو تعاونوا على خلق الذباب لم يقدروا عليه { وَإِن يَسْلُبْهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ } بيان أيضاً لعجز الأصنام بحيث لو اختطف الذباب منهم شيئاً لم يقدروا على استنقاذه منه على حال ضعفه ، وقد قيل : إن المراد بما يسلب الذباب منهم الطيب الذي كانت تجعله العرب على الأصنام واللفظ أعم من ذلك { ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلْمَطْلُوبُ } المراد بالطالب الأصنام وبالمطلوب الذباب ، لأن الأصنام تطلب من الذباب ما سلبته منها . وقيل : الطالب الكفار والمطلوب الأصنام . لأن الكفار يطلبون الخير منهم .