Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 78-78)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَجَاهِدُوا فِي ٱللَّهِ } يحتمل أن يريد جهاد الكفار ، أو جهاد النفس والشيطان أو الهوى ، أو العموم في ذلك { حَقَّ جِهَادِهِ } قيل : إنه منسوخ كنسخ حق تقاته بقوله : { مَا ٱسْتَطَعْتُمْ } [ الأنفال : 60 ، التغابن : 16 ] وفي ذلك نظر ، وإنما أضاف الجهاد إلى الله ليبين بذلك فضله واختصاصه بالله { ٱجْتَبَاكُمْ } أي اختاركم من بين الأمم { مِنْ حَرَجٍ } أي مشقة ، وأصل الحرج الضيق { مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ } انتصب ملة بفعل مضمر تقديره : أعني بالدين ملة إبراهيم أو التزموا ملة إبراهيم وقال الفراء : انتصب على تقدير حذف الكاف كأنه قال كملة ، وقال الزمخشري : انتصب بمضمون ما تقدم : كأنه قال : وسع عليكم توسعة ملة أبيكم إبراهيم ، ثم حذف المضاف ، فإن قيل : لم يكن إبراهيم أبا للمسلمين كلهم ، فالجواب : أنه كان أباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أباً لأمته لأن أمة الرسول في حكم أولاده ، ولذلك قرىء { وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } [ الأحزاب : 6 ] ، " وهو أب لهم " وأيضاً فإن قريشاً وأكثر العرب من ذرية إبراهيم ، وهم أكثر الأمة فاعتبرهم دون غيرهم { هُوَ سَمَّاكُمُ } الضمير لله تعالى ، ومعنى { مِن قَبْلُ } من الكتب المتقدمة . وفي هذا أي في القرآن ، وقيل الضمير لإبراهيم والإشارة إلى قوله : ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ، ومعنى من قبل على هذا : من قبل وجودكم ، وهنا يتم الكلام على هذا القول ويكون قوله { وَفِي هَـٰذَا } مستأنفاً : أي وفي هذا البلاغ ، والقول الأول أرجح وأقل تكلفاً ، ويدل عليه قراءة أبي بن كعب : الله سماكم المسلمين { شَهِيداً عَلَيْكُمْ } تقدم معنى هذه الشهادة في البقرة { فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } الظاهر أنها المكتوبة لاقترانها مع الزكاة { هُوَ مَوْلاَكُمْ } معناه هنا : وليكم وناصركم ؛ بدلالة ما بعد ذلك .