Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 224-227)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } لما ذكر الكهان ذكر الشعراء ليبين أن القرآن ليس بكهانة ولا شعر لتباين أوصافه وما بين أوصاف الشعر والكهانة ، وأراد الشعراء الذين يلقون من الشعر ما لا ينبغي كالهجاء والمدح بالباطل وغير ذلك ، وقيل : أراد شعراء الجاهلية ، وقيل : شعراء كفار قريش الذين كانوا يؤذون المسلمين بأشعارهم ، والغاوون قيل : هم رواه الشعر وقيل : هم سفهاء الناس الذين تعجبهم الأشعار لما فيها من اللغو والباطل ، وقيل : هم الشياطين { فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ } استعارة وتمثيل أي يذهبون في كل وجه من الكلام الحق والباطل ، ويفرطون في التجوز حتى يخرجوا إلى الكذب { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } الآية : استثناء من الشعراء يعني بهم شعراء المسلمين كحسان بن ثابت وغيره ممن اتصف بهذه الأوصاف ، وقيل : إن هذه الآية مدنية { وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ } قيل : معناه ذكروا الله في أشعارهم ، وقيل : يعني الذكر على الإطلاق { وَٱنتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ } إشارة إلى ما قاله حسان بن ثابت وغيره من الشعراء في هجو الكفار بعد أن هجا الكفار النبي صلى الله عليه وسلم { وَسَيَعْلَمْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } وعيد للذين ظلموا والظلم هنا بمعنى الاعتداء على الناس لقوله : { مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ } وعمل ينقلبون في أيّ لتأخره ، وقيل : إن العامل في أيّ سيعلم .