Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 214-223)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ } عشيرة الرجل هم قرابته الأدنون ، ولما نزلت هذه الآية " أنذر النبي صلى الله عليه وسلم قرابته فقال : يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار ، ثم نادى كذلك ابنته فاطمة وعمته صفية " ، قال الزمخشري : في معناه قولان : أحدهما أنه أمر أن يبدأ بإنذار أقاربه قبل غيرهم من الناس ، والآخر أنه أمر أن لا يأخذه ما يأخذ القريب من الرأفة بقريبه ، ولا يخافهم بالإنذار { وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ } عبارة عن لين الجانب والرفق ، وعن التواضع { ٱلَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ } أي حين تقوم في الصلاة ، ويحتمل أن يريد سائر التصرفات { وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّاجِدِينَ } معطوف على الضمير المفعول في قوله يراك ، والمعنى أنه يراك حين تقوم وحين تسجد ، وقيل : معناه يرى صلاتك مع المصلين ، ففي ذلك إشارة إلى الصلاة مع الجماعة ، وقيل : يرى تقلب بصرك في المصلين خلفك لأنه عليه الصلاة والسلام كان يراهم من وراء ظهره { تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } هذا جواب السؤال المتقدم وهو قوله : { هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ } والأفاك الكذاب ، والأثيم الفاعل للإثم يعني بذلك الكهان ، وفي هذا ردّ على من قال إن الشياطين تنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالكهانة ، لأنها لا تنزل إلا على أفاك أثيم ، وكان صلى الله عليه وسلم على غاية الصدق والبرّ { يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ } معناه يستمعون والضمير يحتمل أن يكون للشياطين بمعنى أنهم يستمعون إلى الملائكة ، أو يكون للكهان بمعنى أنهم يستمعون إلى الشياطين ، وقيل : { يُلْقُونَ } بمعنى يلقون المسموع ، والضمير يحتمل أيضاً على هذا أن يكون للشياطين ، لأنهم يلقون الكلام إلى الكهان أو يكون للكهان لأنهم يلقون الكلام إلى الناس { وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } يعني الشياطين أو الكهان لأنهم يكذبون فيما يخبرون به عن الشياطين .