Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 61-80)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تَرَاءَى ٱلْجَمْعَانِ } وزن تراء تفاعل ، وهو منصوب من [ الرؤية ] ، والجمعان جمع موسى وجمع فرعون ، أي رأى بعضهم بعضاً { فَٱنفَلَقَ } تقدير الكلام فضرب موسى البحر فانفلق { كُلُّ فِرْقٍ } أي كل جزء منه والطود الجبل ، ورُوي أنه صار في البحر اثنا عشر طريقاً ، لكل سبط من بني إسرائيل طريق { وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ ٱلآخَرِينَ } يعني بالآخرين فرعون وقومه ، ومعنى { أَزْلَفْنَا } : قربناهم من البحر ليغرقوا ، وثم هنا ظرف يراد به حيث انفلق البحر وهو بحر القلزم [ الأحمر ] { مَا تَعْبُدُونَ } إنما سألهم مع علمه بأنهم يعبدون الأصنام ليبين لهم أن ما يعبدونه ليس بشيء ، ويقيم عليهم الحجة { قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً } إن قيل : لم صرحوا بقولهم نعبد ، مع أن السؤال وهو قوله : { مَا تَعْبُدُونَ } يغني عن التصريح بذلك ، وقياس مثل هذا الاستغناء بدلالة السؤال كقوله : { مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ } [ النحل : 30 ] قالوا : { خَيْراً } [ النحل : 30 ] ، فالجواب أنهم صرحوا بذلك على وجه الافتخار والابتهاج بعبادة الأصنام ، ثم زادوا قولهم : { فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ } مبالغة في ذلك { بَلْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا } اعتراف بالتقليد المحض { إِلاَّ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } استثناء منقطع وقيل : متصل لأن في آبائهم من عبد الله تعالى : { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } أسند المرض إلى نفسه وأسند الشفاء إلى الله تأدباً مع الله .