Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 151-152)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلرُّعْبَ } قيل : ألقى الله الرعب في قلوب المشركين بأحد ، فرجعوا إلى مكة من غير سبب ، وقيل : لما كانوا ببعض الطريق هموا بالرجوع ليستأصلوا المسلمين ، فألقى الله الرعب في قلوبهم ، فأمسكوا ، والآية تتناول جميع الكفار لقوله صلى الله عليه وسلم : " نصرت بالرعب " { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ } كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وعد المسلمين عن الله بالنصر ، فنصرهم الله أولاً ، وانهزم المشركون وقتل منهم اثنان وعشرون رجلاً ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد أمر الرماة أن يثبتوا في مكانهم ؛ ولا يبرحوا فلما رأوا المشركين قد انهزموا طمعوا في الغنيمة واتبعوهم ، وخالفوا ما أُمروا به من الثبوت في مكانهم ، فانقلبت الهزيمة على المسلمين { إِذْ تَحُسُّونَهُمْ } أي : تقتلونهم قتلاً ذريعاً يعني في أول الأمر { وَتَنَٰزَعْتُمْ } وقع النزاع بين الرماة فثبت بعضهم كما أمروا ولم يثبت بعضهم { وَعَصَيْتُمْ } أي خالفتم ما أمرتم به من الثبوت ، وجاءت المخاطبة في هذا لجميع المؤمنين وإن كان المخالف بعضهم وعظاً للجميع ، وستراً على من فعل ذلك وجواب إذ محذوف تقديره : لانهزمتم { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا } الذين حرصوا على الغنيمة معه { لِيَبْتَلِيَكُمْ } معناه لينزل بكم ما نزل من القتل والتمحيص { وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ } إعلام بأن الذنب كان يستحق أكثر مما نزل بهم ، لولا عفو الله عنهم ، فمعناه ؛ لقد أبقى عليكم ، وقيل : هو عفو عن الذنب .