Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 161-163)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ } هو من الغلول وهو أخذ الشيء خفية من المغانم وغيرها . وقرئ بفتح الياء وضم الغين ، ومعناه تبرئة النبي صلى الله عليه وسلم من الغلول ، وسببها أنه فقدت من المغانم قطيفة حمراء ، فقال بعض المنافقين : لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها ، وقرأ نافع وغيره بضم الياء وفتح الغين ، أي ليس لأحد أن يغل نبياً : أي يخونه في المغانم ، وخص النبي بالذكر وإن كان ذلك محظوراً من الأمر ، لشنعة الحال مع النبي ؛ لأن المعاصي تعظم بحضرته ، وقيل : معنى هذه القراءة : أن يوجد غالاً كما تقول أحمدت الرجل ، إذا أصبته محموداً ، فعلى هذا القول يرجع معنى هذه القراءة ، إلى معنى فتح الياء { وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ } وعيد لمن غل بأن يسوق يوم القيامة على رقتبه الشيء الذي غل ، وقد جاء ذلك مفسراً في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير لا ألفين أحدكم على رقبته فرس لا ألفين أحدكم على رقبته رقاع لا ألفين أحدكم على رقبته صامت ، لا ألفين أحدكم على رقبته إنسان فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئاً قد بلغتك " { أَفَمَنِ ٱتَّبَعَ } الآية : فقيل : إن الذي اتبع رضوان الله . من لم يغلل ، والذي باء بالسخط من غل ، وقيل الذي اتبع الرضوان : من استشهد بأحد ، والذي باء بالسخط : المنافقون الذين رجعوا عن الغزو { هُمْ دَرَجَٰتٌ } ذووا درجات ، والمعنى تفاوت بين منازل أهل الرضوان وأهل السخط ، أو التفاوت بين درجات أهل الرضوان فإن بعضهم فوق بعض ، فكذلك درجات أهل السخط .