Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 38-41)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هُنَالِكَ } إشارة إلى مكان ، وقد يستعمل في الزمان ، وهو الأظهر هنا أي : لما رأى زكريا كرامة الله تعالى لمريم سأل مِنَ اللِه الولد { فَنَادَتْهُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } أنث رعاية للجماعة ، وقرئ فناداه بالألف على التذكير ، وقيل : الذي ناداه جبريل وحده وإنما قيل الملائكة : لقولهم : فلان يركب الخيل ، أي جنس الخيل وإن كان فرساً واحداً { بِيَحْيَـىٰ } اسم سماه الله تعالى به قبل أن يولد ، وهو اسم بالعبرانية صادف اشتقاقاً وبناءً في العربية ، وهو لا ينصرف ، فإن كان في الإعراب أعجمياً ففيه التعريف والعجمة ، وإن كان عربياً فالتعريف ووزن الفعل { مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ } أي مصدقاً بعيسى عليه السلام مؤمناً به ، وسمي عيسى كلمة الله ، لأنه لم يوجد إلاّ بكلمة الله وحدها وهي قوله : كن ، لا بسبب آخر وهو الوالد كسائر بني آدم { وَسَيِّداً } السيد ، الذي يسود قومه ؛ أي يفوقهم في الشرف والفضل { وَحَصُوراً } أي لا يأتي النساء فقيل : خلقه الله كذلك ، وقيل : كان يمسك نفسه ، وقيل : الحصور الذي لا يأتي الذنوب { أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٌ } تعجُّب استبعاد أن يكون له ولد مع شيخوخته ، وعقم امرأته ، ويقال : كان له تسع وتسعون سنة ، ولامرأته ثمان وتسعون سنة ، فاستبعد ذلك في العادة ، مع علمه بقدرة الله تعالى على ذلك ، فسأله مع علمه بقدرة الله ، واستبعده لأنه نادر في العادة ، وقيل : سأله وهو شاب ، وأجيب وهو شيخ ، ولذلك استبعده { كَذَلِكَ ٱللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ } أي مثل هذه الفعلة العجيبة ، يفعل الله ما يشاء ؛ فالكاف لتشبيه أفعال الله العجيبة بهذه الفعلية ، والإشارة بذلك إلى هبة الولد لزكريا ، واسم الله مرفوع بالابتداء ، أو كذلك خبره فيجب وصله معه ، وقيل : الخبر : يفعل الله ما يشاء ، ويحتمل كذلك على هذا وجهين : أحدهما : أن يكون في موضع الحال من فاعل يفعل ، والآخر : أن يكون في موضع خبر مبتدأ محذوف تقديره : الأمر كذلك ، أو أنتما كذلك ، وعلى هذا يوقف على كذلك والأول أرجح لاتصال الكلام ، وارتباط قوله : { يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ } مع ما قبله ، ولأن له نظائر كثيرة في القرآن منها قوله : { وَكَذٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ } [ هود : 102 ] { ٱجْعَلْ لِّيۤ آيَةً } أي علامة على حمل المرأة { آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ } أي علامتك أن لا تقدر على كلام الناس { ثَلَٰثَةَ أَيَّامٍ } بمنع لسانه عن ذلك مع إبقاء الكلام بذكر الله ، ولذلك قال : { وَٱذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً } وإنما حبس لسانه عن الكلام تلك المدة ليخلص فيها لذكر الله شكراً على استجابة دعائه ولا يشغل لسانه بغير الشكر والذكر { إِلاَّ رَمْزاً } إشارة باليد أو بالرأس أو غيرهما ، فهو استثناء منقطع { بِٱلْعَشِيِّ } من زوال الشمس إلى غروبها ، والإبكار من طلوع الفجر إلى الضحى .