Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 43-48)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱقْنُتِي } القنوت هنا بمعنى الطاعة والعبادة ، وقيل : طول القيام في الصلاة وهو قول الأكثرين { وَٱسْجُدِي وَٱرْكَعِي } أمرت بالصلاة فذكر القنوت والسجود لكونها من هيئة الصلاة وأركانها ، ثم قيل لها : اركعي مع الراكعين بمعنى : ولتكن صلاتك مع المصلين ، أو في الجماعة ؛ فلا يقتضي الكلام على هذا تقديم السجود على الركوع ، لأنه لم يرد الركوع والسجود المنضمين في ركعة واحدة ، وقيل أراد ذلك ، وقدم السجود لأن الواو لا ترتب ، ويحتمل أن تكون الصلاة في ملتهم بتقديم السجود على الركوع { ذٰلِكَ } إشارة إلى ما تقدم من القصص وهو خطاب النبي صلى الله عليه وسلم { وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ } احتجاجاً على نبوته صلى الله عليه وسلم ؛ لكونه أخبر بهذه الأخبار وهو لم يحضر معهم { يُلْقُون أَقْلَٰمَهُمْ } أي أزلامهم ، وهي قداحهم ، وقيل : الأقلام التي كانوا يكتبون بها التوراة ؛ اقترعوا بها على كفالة مريم ، حرصاً عليها وتنافساً في كفالتها ، وتدل الآية على جواز القرعة ، وقد ثبتت أيضاً من السنة { أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ } مبتدأ وخبر في موضع نصب بفعل تقديره : ينظرون أيهم { يَخْتَصِمُونَ } يختلفون فيمن يكفلها منهم { إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } إذ بدل من إذ قالت ، أو من إذ يختصمون ، والعمل فيه مضمر { ٱسْمُهُ } أعاد الضمير المذكر على الكلمة ، لأن المسمى بها ذُكر { ٱلْمَسِيحُ } قيل : هو مشتق من ساح في الأرض ، فوزنه مفعل ، وقال الأكثرون : من مسح لأنه مسح بالبركة فوزنه فعيل وإنما قال : عيسى بن مريم والخطاب لمريم لينسبه إليها ، إعلاماً بأنه يولد من غير والد { وَجِيهاً } نصب على الحال ، ووجاهته في الدنيا النبوة والتقديم على الناس ، وفي الآخرة الشفاعة وعلوّ الدرجة في الجنة { فِي ٱلْمَهْدِ } في موضع الحال ، { وَكَهْلاً } عطف عليه ، والمعنى أنه يكلم الناس صغيراً ؛ أيةً تدل على براءة أمّه مما قذفها به اليهود ، وتدل على نبوته ، ويكلمهم أيضاً كبيراً ؛ ففيه إعلام بعيشه إلى أن يبلغ سن الكهولة ، وأوله : ثلاث وثلاثون سنة وقيل : أربعون { وَيُعَلِّمُهُ } عطف على يبشرك أو ويكلم { ٱلْكِتَٰبَ } هنا جنس ، وقيل الخط باليد ، والحكمة هنا العلوم الدينية ، أو الإصابة في القول والفعل .