Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 10-10)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ } الآية تحتمل ثلاثة معان : أحدها وهو الأظهر من كان يريد نيل العزة فليطلبها من عند الله ، فإن العزة كلها لله ، والثاني من كان يريد العزة بمغالبة الإسلام فللَّه العزة جميعاً ، فالمغالب له مغلوب ، والثالث من كان يريد أن يعلم لمن العزة فليعلم أن العزة لله جميعاً { إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ } قيل : يعني لا إلٰه إلا الله ، واللفظ يعم ذلك وغيره من الذكر ، والدعاء ، وتلاوة القرآن ، وتعليم العلم : فالعموم أولى { وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } فيه ثلاثة أقوال أحدها أن ضمير الفاعل في يرفعه : الله وضمير المفعول للعمل الصالح ، فالمعنى على هذا أن الله يرفع العمل الصالح : أي يتقبله ويثيب عليه ، والثاني أن ضيمر الفاعل للكلام الطيب ، وضمير المفعول للعمل الصالح ، والمعنى على هذا : لا يقبل عمل صالح إلا ممن له كلام طيب ، وهذا يصح إن قلنا : إن الكلم الطيب لا إلٰه إلا الله ، لأنه لا يقبل العمل إلا من موحد ، والثالث أن ضمير الفاعل للعمل الصالح ، وضمير المفعول للكلم الطيب ، والمعنى على هذا أن العمل الصالح هو الذي يرفع الكلم الطيب فلا يقبل الكلم إلا ممن له عمل صالح ، وروي هذا المعنى عن ابن عباس ، واستبعده ابن عطية وقال : لم يصح عنه ؛ لأن اعتقاد أهل السنة أن الله يتقبل من كل مسلم . قال وقد يستقيم بأن يتأول أن الله يزيد في رفعه وحسن موقعه { يَمْكُرُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } لا يتعدى مكر فتأويله يمكرون المكرات السيئات ، فتكون السيئات مصدراً أو تضمن يمكرون معنى يكتسبون فتكون السيئات مفعولاً ، والإشارة هنا إلى مكر قريش برسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ حين اجتمعوا في دار الندوة ؛ وأرادوا أن يقتلوه أو يحبسوه أو يخرجوه { وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } البوار الهلاك أو الكساد ، ومعناه هنا أن مكرهم يبطل ولا ينفعهم .