Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 11-11)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً } أي أصنافاً وقيل : ذُكراناً وإناثاً وهذا أظهر { وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ } التعمير : طول العمر والنقص : قصره والكتاب : اللوح المحفوظ فإن قيل : إن التعمير والنقص لا يجتمعان لشخص واحد فكيف أعاد الضمير في قوله : { وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ } على الشخص المعمر ؟ فالجواب من ثلاثة أوجه الأول وهو الصحيح أن المعنى ما يعمر من أحد ولا ينقص من عمره إلا في كتاب ، فوضع من معمر موضع من أحد ، وليس المراد شخصاً واحداً ، وإنما ذلك كقولك لا يعاقب الله عبداً ولا يثيبه إلا بحق ، والثاني أن المعنى لا يزاد في عمر إنسان ولا ينقص من عمره إلا في كتاب ، وذلك أن يكتب في اللوح المحفوظ أن فلاناً إن تصدق فعمره ستون سنة وإن لم يتصدق فعمره أربعون ، وهذا ظاهر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلة الرحم تزيد في العمر ، إلا أن ذلك مذهب المعتزلة القائلين بالأجلين وليس مذهب الأشعرية ، وقد قال كعب حين طُعن عمر : لو دعا الله لزاد في أجله ، فأنكر الناس عليه فاحتج بهذه الآية . والثالث أن التعمير هو كَتْبُ ما يستقبل من العمر والنقص هو : كَتْبُ ما مضى منه في اللوح المحفوظ وذلك حق كل شخص .