Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 12-12)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَا يَسْتَوِي ٱلْبَحْرَانِ } قد فسرنا البحرين الفرات والأجاج في [ الفرقان : 53 ] وسائغ في [ النحل : 66 ] ، والقصد بالآية التنبيه على قدرة الله ووحدانيته وإنعامه على عباده ، وقال الزمخشري : إن المعنى أن الله ضرب للبحرين الملح والعذب مثلين للمؤمن والكافر وهذا بعيد { لَحْماً طَرِيّاً } يعني الحوت [ السمك ] { حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } يعني الجوهر والمرجان ، فإن قيل : إن الحلية لا تخرج إلا من البحر الملح دون العذب ، فكيف قال : { وَمِن كُلٍّ } أي من كل واحد منهما ؟ فالجواب من ثلاثة أوجه : الأول أن ذلك تجوّز في العبارة كما قال : { يَامَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ } [ الأنعام : 130 ] والرسل إنما هي من الإنس . الثاني أن المرجان إنما يوجد في البحر الملح حيث تنصب أنهار الماء العذب ، أو ينزل المطر فلما كانت الأنهار والمطر وهي البحر العذب تنصب في البحر الملح كان الإخراج منهما جميعاً . الثالث زعم قومٌ أنه يخرج اللؤلؤ والمرجان من الملح والعذب ، وهذا قول يبطله الحس أي الواقع { مَوَاخِرَ } ذكر في [ النحل : 14 ] .