Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 139-145)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } قد ذكرنا قصته في يونس و [ الأنبياء : 87 ] { إِذْ أَبَقَ إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } أي هرب إلى السفينة والفلك هنا واحد والمشحون المملوء ، وسبب هروبه غضبه على قومه حين لم يؤمنوا ، وقيل : إنه أخبرهم أن العذاب يأتيهم في يوم معين حسبما أعلمه الله ، فلما رأى قومه مخايل العذاب آمنوا ، فرفع الله عنهم العذاب فخاف أن ينسبوه إلى الكذب فهرب { فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلْمُدْحَضِينَ } معنى ساهم ضارب القرعة والمدحض المغلوب في القرعة والمحاجة ، وسبب مقارعته أنه لما ركب السفينة ، وقفت ولم تجر ، فقالوا : إنما وقفت من حدث أحدثه أحدنا ، فنقترع لنرى على من تخرج القرعة فنطرحه فاقترعوا فخرجت القرعة على يونس فطرحوه في البحر { فَٱلْتَقَمَهُ ٱلْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ } أي فعل ما يلام عليه ، وذلك خروجه بغير أن يأمره الله بالخروج { فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ } تسبيحه هو قوله { لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } [ الأنبياء : 87 ] ، حسبما حكى الله عنه في الأنبياء وقيل : هو قوله سبحانه الله وقيل : هو الصلاة ، واختلف على هذا هل يعني صلاته في بطن الحوت أو قبل ذلك ، واختلف في مدة بقائه في بطن الحوت فقيل : ساعة وقيل : ثلاثة أيام وقيل : سبعة أيام وقيل : أربعون يوماً { فَنَبَذْنَاهُ بِٱلْعَرَآءِ } العراء الأرض الفضاء التي لا شجر فيها ، ولا ظل ، وقيل يعني الساحل { وَهُوَ سَقِيمٌ } روي أنه كان كالطفل المولود بضعة لحم .