Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 149-158)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَٱسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ ٱلْبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلْبَنُونَ } قال الزمخشري : إن هذا معطوف على قوله { فَٱسْتَفْتِهِمْ } الذي في أول السورة وإن تباعد ما بينهما ، والضمير المفعول لقريش وسائر الكفار أي أسألهم على وجه التقرير والتوبيخ عما زعموا من أن الملائكة بنات الله ، فجعلوا لله الإناث ولأنفسهم الذكور ، وتلك قسمة ضيزى ، ثم قررهم على ما زعموا من أن الملائكة إناث وردّ عليهم بقوله : { وَهُمْ شَاهِدُونَ } ، ويحتمل أن يكون بمعنى الشهادة ، أو بمعنى الحضور أي أنهم لم يحضروا ذلك ولم يعلموه ، ثم أخبر عن كذبهم في قولهم : { وَلَدَ ٱللَّهُ } ، ثم قررهم على ما زعموا من أن الله اصطفى لنفسه البنات ؛ وذلك كله ردّ عليهم وتوبيخ لهم ، تعالى الله عن أقوالهم علواً كبيراً { أَصْطَفَى } دخلت همزة التقرير والتوبيخ على ألف الوصل فحذفت ألف الوصل ( مالكم ) هذا استفهام معناه التوبيخ ، وهي في موضع رفع بالابتداء والمجرور بعدها خبرها ، فينبغي الوقف على قوله { أَمْ لَكُمْ } { أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ } أي برهان بيّن { فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ } تعجيز لهم لأنهم ليس لهم كتاب يحتجون به { وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْجِنَّةِ نَسَباً } الضمير في جعلوا لكفار العرب ، وفي معنى الآية قولان : أحدهما أن الجِنَّة هنا الملائكة وسميت بهذا الاسم لأنه مشتق من الاجتنان وهو الاستتار ، والملائكة مستورين عن أعين بني آدم كالجن ، والنسب الذي جعلوه بينهم وبين الله قولهم : إنهم بنات الله ، والقول الثاني أن الجن هنا الشياطين ، وفي النسب الذي جعلوه بينه وبينهم أن بعض الكفار قالوا : إن الله والشياطين أخوان ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً . { وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } من قال : إن الجن الملائكة فالضمير في قوله { إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } يعود على الكفار أي قد علمت الملائكة أن الكفار محضرون في العذاب ومن قال : إن الجن الشياطين فالضمير يعود عليهم أي قد علمت الشياطين أنهم محضرون في العذاب .