Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 3-3)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } يريد بالأولياء الشركاء المعبودين ، ويحتمل أن يريد بالذين اتخذوا الكفار العابدين لهم ، أو الشركاء المعبودين ، والأول أظهر ؛ لأنه يحتاج على الثاني إلى حذف الضمير العائد على الذين تقديره : الذين اتخذوهم ، ويكون ضمير الفاعل في اتخذوا عائداً على غير مذكور ، وارتفاع الذين على الوجهين بالابتداء وخبره إما قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } أو المحذوف المقدر قبل قوله : { مَا نَعْبُدُهُمْ } لأن تقديره : يقولون ما نعبدهم . والأول أرجح ؛ لأن المعنى به أكمل { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ } هذه الجملة في موضع معمول قول محذوف ، والقول في موضع الحال أو في موضع بدل من صلة الذين ، وقرأ ابن مسعود : قالوا ما نعبدهم بإظهار القول أي يقول الكفار : ما نعبد هؤلاء الآلهة إلا ليقربونا إلى الله ويشفعوا لنا عنده ، ويعني بذلك الكفار الذين عبدوا الملائكة ، أو الذين عبدوا الأصنام ، أو الذين عبدوا عيسى أو عزير ، فإن جميعهم قالوا هذه المقالة . ومعنى زلفى : قربى فهو مصدر من يقربونا { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفَّارٌ } إشارة إلى كذبهم في قولهم : ليقربونا إلى الله وقوله : لا يهدي في تأويله وجهان : أحدهما لا يهديه في حال كفره والثاني أن ذلك مختصّ بمن قضى عليه بالموت على الكفر ، أعاذنا الله من ذلك . وهذا تأويل : لا يهدي القوم الظالمين والكافرين حيثما وقع .