Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 4-4)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَّوْ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لاَّصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } الولد يكون على وجهين : أحدهما بالولادة الحقيقية وهذا محال على الله تعالى ؛ لا يجوز في العقل والثاني التبني بمعنى الاختصاص والتقريب ، كما يتخذ الإنسان ولد غيره ولداً لإفراط محبته له ، وذلك ممتنع على الله بإخبار الشرع فإن قوله : { وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } [ مريم : 92 ] يعم نفي الوجهين ، فمعنى الآية على ما أشار إليه ابن عطية : لو أراد الله أن يتخذ ولداً على وجه التبني لاصطفى لذلك مما يخلق من موجوداته ومخلوقاته ، ولكنه لم يرد ذلك ولا فعله ، وقال الزمخشري : معناه لو أراد الله اتخاذ الولد لا متنع ذلك ، ولكنه يصطفي من عباده من يشاء على وجه الاختصاص والتقريب ، لا على وجه اتخاذه ولداً ، فاصطفى الملائكة وشرفهم بالتقريب ، فحسب الكفار أنهم أولاده ، ثم زادوا على ذلك أن جعلوهم إناثاً ، فأفرطوا في الكفر والكذب على الله وملائكته . { سُبْحَانَهُ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ } نزه تعالى نفسه من اتخاذ الولد ، ثم وصف نفسه بالواحد ؛ لأن الوحدانية تنافي اتخاذ الولد لأنه لو كان له ولد لكان من جنسه ، ولا جنس له لأنه واحد ، ووصف نفسه بالقهار ؛ ليدل على نفي الشركاء والأنداد ، لأن كل شيء مقهور تحت قهره تعالى ، فكيف يكون شريكاً له ؟ ثم أتبع ذلك بما ذكره من خلقة السمٰوات والأرض وما بينهما ، ليدل على وحدانيته وقدرته وعظمته .